responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مدارس النفس اللوامة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 517

التواضع والبراءة من الكبر فينبغي أن تجرب بحمل حزمة حطب في السوق، كما كان الأولون يجربون به أنفسهم. وإذا ادّعت الحلم تعرض لغضب يناله من غيره، ثم يجربها في كظم الغيط.

فإذا دلت العلامة على وجودها فكر في الأسباب التي تقبح تلك الصفات عنده، وتبين أن منشأها من الجهل والغفلة، كما لو رأى في نفسه عجبا بالعمل، فيتفكر ويقول: إنما عملي ببدني وجارحتى، وبقدرتي وإرادتى، وكل ذلك ليس منى ولا إليّ، وإنما هو من خلق اللّه وفضله عليّ، فهو الذي خلقني، وخلق جارحتى، وخلق قدرتى وإرادتى، وهو الذي حرك أعضائى بقدرته. وكذلك قدرتى وإرادتى، فكيف أعجب بعملي أو بنفسي، ولا أقوم لنفسي بنفسي فإذا أحس في نفسه بالكبر، قرر على نفسه ما فيه من الحماقة ويقول لها: لم ترين نفسك أكبر؟ والكبير من هو عند اللّه كبير.

وهكذا يتعامل مع منازل النفس المطمئنة ومكارمها؛ فليتفكر كل يوم في قلبه ما الذي يعوزه من هذه الصفات التي هي المقربة إلى اللّه تعالى، فإذا افتقر إلى شيء منها فليعلم أنها أحوال لا يثمرها إلا علوم، وأن العلوم لا يثمرها إلا أفكار فإذا أراد أن يكتسب لنفسه أحوال التوبة والندم، فليفتش ذنوبه أولا، وليتفكر فيها، وليجمعها على نفسه، وليعظمها في قلبه، ثم لينظر في الوعيد والتشديد الذي ورد في الشرع فيها، وليتحقق عند نفسه أنه متعرض لمقت اللّه تعالى حتى ينبعث له حال الندم وإذا أراد أن يستثير من قلبه حال الشكر فلينظر في إحسان اللّه إليه، وأياديه عليه، وفي إرساله جميل ستره عليه على ما شرحنا بعضه في كتاب الشكر، فليطالع ذلك، وإذا أراد حال المحبة والشوق فليتفكر في جلال اللّه وجماله، وعظمته، وكبريائه، وذلك بالنظر في عجائب حكمته وبدائع صنعه..

نام کتاب : مدارس النفس اللوامة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 517
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست