responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مدارس النفس اللوامة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 516

تعالى، ويتفكر في النصوص المقدسة الدالة على شدة العذاب فيها، ثم يتفكر في أحواله أنه كيف يتعرض لها من حيث لا يشعر، ثم يتفكر أنه كيف يحترز منه.

وهكذا يتعامل مع سائر الجوارح، والآفات المرتبطة بها، ويجتهد ليزكي نفسه منها عبر التفكير في عواقبها، حتى يطهر جوارحه جميعا من كل تلبس بالمعصية.

وهكذا يتعامل مع الطاعات، حيث ينظر أوّلا في الفرائض المكتوبة عليه أنه كيف يؤديها، وكيف يحرسها عن النقصان والتقصير، أو كيف يجبر نقصانها بكثرة النوافل.

ثم يرجع إلى أعضائه عضوا عضوا فيتفكر في الأفعال التي تتعلق بها مما يحبه اللّه تعالى، فيقول مثلا: إن العين خلقت للنظر في ملكوت السموات والأرض عبرة، ولتستعمل في طاعة اللّه تعالى وتنظر في كتاب اللّه وسنة رسوله a، وأنا قادر على أن أشغل العين بذلك، فلم لا أفعله؟

و كذلك يقول في سمعه: إنى قادر على استماع كلام ملهوف، أو استماع حكمة وعلم، أو استماع قراءة وذكر، فما لي أعطّله وقد أنعم اللّه عليّ به، وأودعنيه لأشكره، فما لي أكفر نعمة اللّه فيه بتضييعه أو تعطيله؟

و كذلك يتفكر في اللسان ويقول: إنى قادر على أن أتقرب إلى اللّه تعالى بالتعليم، والوعظ والتودد إلى قلوب أهل الصلاح، وبالسؤال عن أحوال الفقراء، وإدخال السرور على قلب

وهكذا يتعامل مع مثالب النفس الأمارة، وهي استيلاء الشهوة، والغضب، والبخل، والكبر، والعجب، والرياء والحسد، وسوء الظن، والغفلة، والغرور، وغيرها؛ فيتفقد من قلبه هذه الصفات، فإن ظن أن قلبه منزه عنها فيتفكر في كيفية امتحانه، والاستشهاد بالعلامات عليه، فإن النفس أبدا تعد بالخير من نفسها وتخلف. فإذا ادّعت

نام کتاب : مدارس النفس اللوامة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 516
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست