responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مدارس النفس اللوامة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 505

بنفسه) ([1048])

وإياك بعد هذا فاحذر من أن تمارس من العقوبات على نفسك ما لا توافق عليه الشريعة؛ فليس كل ما ذكر في كتب التزكية موافق لها، فأنت تعرف أن الدخن الذي حذر منه رسول الله a تسرب إلى كل العلوم، وحاول أن يفسدها.

ومن الأمثلة على ذلك ما يروون أن بعضهم نام ليلة لم يقم يتهجد فيها حتى أصبح، فقام سنة لم ينم فيها عقوبة للذي صنع؛ فهذا مخالف للشريعة؛ فترك النوم ليلا فترة طويلة مضر بالصحة، وقد جعل الله تعالى لمن نام عن صلاة الليل الفرصة لقضائه نهارا، كما روي أنه قيل للإمام الصادق: (جُعلت فداك، ربّما فاتتني صلاة اللّيل الشهر والشهرين والثلاثة فأقضيها بالنهار، أيجوز ذلك ؟)، فقال: (قرّة عين لك والله ـ ثلاثاً ـ إنّ الله يقول: ﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا﴾ [الفرقان: 62]، فهو قضاء صلاة النهار باللّيل، وقضاء صلاة اللّيل بالنهار)([1049])

وسئل عن رجل عليه من النوافل ما لا يدري كم هو لكثرته ؟.. فقال: (يصلي حتى لا يدري كم صلّى من كثرته، فيكون قد قضى بقدر ما عليه من ذلك)، فقيل له: فإنه لا يقدر على القضاء من شغله، قال: (إن شُغل في معيشةٍ لا بد منها، أو حاجةٍ لأخٍ مؤمن فلا شيء عليه، وإن كان شُغله لجمع الدنيا فتشاغل بها عن الصلاة فعليه القضاء، وإلا لقي الله وهو مستخفٌّ متهاون، مضيّع لسنّة رسول الله a)، فقيل له: فإنه لا يقدر على القضاء، فهل يصلح له أن يتصدّق؟.. فسكت مليّا ثم قال: (نعم، فليتصدّق بقدر طوله، وأدنى ذلك مدّ لكل مسكين مكان كل صلاة)، فقيل له: وكم الصلاة التي يجب فيها مدّ لكل مسكين ؟..

 


[1048] إحياء علوم الدين، 8/111، بتصرف.

[1049]تفسير القمي ص467.

نام کتاب : مدارس النفس اللوامة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 505
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست