responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مدارس النفس اللوامة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 499

يا نفسي الجزعة!.. إنك تضطربين اليوم من تذكر عناء العبادات التي قمت بها في الأيام الماضية، ومن صعوبات الصلاة وزحمة المصائب السابقة، ثم تتفكرين في واجبات العبادات في الأيام المقبلة وخدمات أداء الصلوات، وآلام المصائب، فتظهرين الجزع، وقلة الصبر ونفاده.. هل هذا أمر يصدر ممن له مسكة من عقل؟.

يا نفسي الطائشة!.. يا ترى هل أن أداء هذه العبودية دون نتيجة وجدوى؟! وهل أن أجرتها قليلة ضئيلة حتى تجعلك تسأمين منها؟. مع أن أحدنا يعمل إلى المساء ويكد دون فتور إن رغبه أحد في مال أو أرهبه.

إن الصلاة التي هي قوت لقلبك العاجز الفقير وسكينة له في هذا المضيف الموقت وهو الدنيا. وهي غذاء وضياء لمنزلك الذي لابد أنك صائرة اليه، وهو القبر. وهي عهد وبراءة في محكمتك التي لا شك أنك تحشرين اليها. وهي التي ستكون نورا وبراقا على الصراط المستقيم الذي لابد أنك سائرة عليه.. فصلاة هذه نتائجها هل هي بلا نتيجة وجدوى؟ أم أنها زهيدة الأجرة؟

يا نفسي المغرمة بالدنيا!.. هل أن فتورك في العبادة وتقصيرك في الصلاة ناشئان من كثرة مشاغلك الدنيوية؟ أم انك لا تجدين الفرصة لغلبة هموم العيش؟!

فيا عجبا هل أنت مخلوقة للدنيا فحسب، حتى تبذلي كل وقتك لها؟. تأملي!! إنك لا تبلغين أصغر عصفور من حيث القدرة على تدارك لوازم الحياة الدنيا رغم أنك أرقى من جميع الحيوانات فطرة..

هذه ـ أيها المريد الصادق ـ نماذج عن معاتبات الصالحين لأنفسهم، ويمكنك أن تجد الكثير من أمثالها في الكتب المخصصة لها؛ فاستفد منها، وتعلم أن تخاطب نفسك، وتعاتبها، حتى تقنعها بالسير في طريق الله، وتبعد عنها كل تلك الوساوس التي يسربها لك شياطين

نام کتاب : مدارس النفس اللوامة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 499
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست