responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مدارس النفس اللوامة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 459

ثم يورد علها من المواعظ ما يلينها له، كأن يذكر لها ما ورد في الخبر من (أن كل عبد خلقت له بإزاء كل يوم وليلة من عمره أربع وعشرون خزانة مصفوفة فإذا مات تفتح له هذه الخزائن، ويشاهد كل واحد منها ويدخلها، فإذا فتحت له خزانة خلقت بإزاء الساعة التي أطاع الله فيها، يراها مملوة نورا من حسناته التي عملها في تلك الساعة، فيناله من الفرح والاستبشار بمشاهدة تلك الأنوار التي هي وسائل عند الملك الجبار ما لو وزع على أهل النار لأدهشهم ذلك الفرح عن الإحساس بألم النار، وإذا فتحت له خزانة خلقت بإزاء الساعة التي عصى الله فيها، يراها سوداء مظلمة يفوح نتنها ويتغشى ظلامها، فيناله من الهول والفزع ما لو قسم على أهل الجنة لينغص عليهم نعيمها، فإذا فتحت له خزانة بإزاء الساعة التي نام فيها أو غفل أو اشتغل بشيء من مباحات الدنيا، لم يشاهد فيها ما يسره ولا ما يسوؤه، وهكذا يعرض عليه بعدد ساعات عمره الخزائن، وعند ذلك يتحسر العبد على اهماله وتقصيره، ويناله من الغبن ما لا يمكن وصفه)

ثم يخاطبها بعد ذلك قائلا: (اجتهدى اليوم في أن تعمرى خزائنك، ولا تدعيها فارغة عن كنوزك التي هي أسباب ملكك ولا تركني إلى الكسل والبطالة فيفوتك من درجات العليين ما يدركه غيرك فتدركك الحسرة والغبن يوم القيامة إن دخلت الجنة، إذ ألم الغبن والحسرة وانحطاط الدرجة مع وجود ما فوقها من الدرجات الغير المتناهية التي نال اليها أبناء نوعك مما لا يطاق)

إذا عرفت هذا ـ أيها المريد الصادق ـ فاعلم أن المشارطة تكون في كلا الركنين من أركان السلوك التحققي والتخلقي.. أو التزكية والترقية.. كما اتفق على ذلك كل الحكماء، وبناء على طلبك سأشرح لك مجامع ما ذكروه.

المشارطة والتزكية:

نام کتاب : مدارس النفس اللوامة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 459
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست