نام کتاب : مدارس النفس اللوامة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 45
عند
رسول الله a فجاء
قوم عراة مجتابي النمار ـ أي لابسيها ـ قد خرقوها في رءوسهم مقلدي السيوف، عامتهم
من مضر بل كلهم من مضر فتغير وجه رسول الله a لما رأى ما بهم من الفاقة فدخل ثم خرج
فأمر بلالا فأذن وأقام فصلى ثم خطب فقال: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا
رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا
وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا الله الَّذِي
تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ الله كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً﴾
(النساء:1)، والآية التي في سورة الحشر: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
اتَّقُوا الله وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا الله إِنَّ الله
خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ (الحشر:18) تصدق رجل من ديناره من درهمه من
ثوبه من صاع بره من صاع تمره حتى قال: ولو بشق تمرة.. فجاء رجل من الأنصار بصرة
كادت كفه تعجز عنها، بل قد عجزت، ثم تتابع الناس حتى رأيت كومين من طعام وثياب حتى
رأيت وجه رسول الله a تهلل
كأنه مدهنة، فقال رسول الله a: (من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من بعده
من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من
عمل بها من غير أن ينقص من أوزارهم شيء)([47])
وفي
حديث آخر قال a: (إن هذا الخير خزائن، ولتلك الخزائن مفاتيح، فطوبى لعبد جعله
الله مفتاحا للخير مغلاقا للشر، وويل لعبد جعله الله مفتاحا للشر مغلاقا للخير)([48])
هذا
جوابي عن سؤالك ـ أيها المريد الصادق ـ فاحرص على أن تتدبر فيما أوردته عليك من
المعاني؛ فدرب نفسك عليها، واستحضرها عند كل عمل تريد القيام به، وسترى أن الله
تعالى يشكر لك ذلك الاهتمام بتحصيل النية الصالحة، فينزل عليك من أنوارها ما