نام کتاب : مدارس النفس اللوامة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 441
يجدها سواهم)
وقال
آخر: (ما بقي من لذّات الدّنيا إلّا ثلاث: قيام اللّيل، ولقاء الإخوان والصلاة في
جماعة)
وقال
آخر يصف فضل الله على هذا النوع من المجاهدين لأنفسهم: (إنّ الله ينظر بالأسحار
إلى قلوب المتيقّظين فيملؤها نورا فترد الفوائد على قلوبهم فتستنير، ثمّ ينتشر من
قلوبهم العوافي إلى قلوب الغافلين)
وهذا
كله فضل من الله تعالى على عباده الصادقين معه، إذ أنه لا يكتفي بمكافأتهم في
الآخرة، وإنما يكافئهم في الدنيا، فضلا منه وكرما، وقد روي أن الله تعالى أوحى إلى
بعض أنبيائه: (إنّ لي عبادا من عبادي يحبّوني واحبّهم، ويشتاقون إليّ وأشتاق
إليهم، ويذكروني وأذكرهم، وينظرون إليّ وأنظر إليهم، فإن حذوت طريقهم أحببتك، وإن
عدلت عنهم مقتّك)، قال: يا ربّ وما علامتهم؟ قال: (يراعون الظلال بالنهار كما
يراعي الراعي غنمه ويحنّون إلى غروب الشمس كما يحنّ الطير إلى أوكارها، فإذا جنّهم
اللّيل واختلط الظلام وخلا كلّ حبيب بحبيبه نصبوا لي أقدامهم، وافترشوا لي وجوههم،
وناجوني بكلامي وتملّقوني بإنعامي، فبين صارخ وباكي، وبين متأوّه وشاك، بعيني ما
يتحمّلون من أجلي وبسمعي ما يشتكون من حبّي، أوّل ما أعطيهم أقذف من نوري في
قلوبهم فيخبرون عنّي كما أخبر عنهم، والثانية لو كانت السماوات السبع والأرض وما
فيها في موازينهم لاستقللتها لهم، والثالثة أقبل بوجهي عليهم أ فترى من أقبلت
بوجهي عليه أ يعلم أحد ما أريد أن أعطيه؟)([951])