responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مدارس النفس اللوامة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 44

وقد روي عن الإمام السجاد أنه كان يحمل الخبز بالليل على ظهره، يتبع به المساكين في الظلمة، ويقول: (إن الصدقة في سواد الليل تطفئ غضب الرب)، وروى بعضهم عنه قال: (كان ناس من المدينة يعيشون، لا يدرون من أين معاشهم، فلما مات علي بن الحسين، فقدوا ذلك الذي كانوا يؤتون بالليل)، وقال بعضهم: (ما فقدنا صدقة السر حتى توفي علي بن الحسين)([45])

وروي عن بعض الصالحين أنه صام عشرين سنة، ولم يعلم به أهله؛ كان يأخذ غداءه ويخرج إلى السوق، فيتصدق به في الطريق، فأهل السوق يظنون أنه قد أكل في البيت، وأهل البيت يظنون أنه قد أكل في السوق.

وقال آخر يصف بعض الصالحين: (إن كان الرجل يجمع القرآن وما يشعر به الناس، وإن كان الرجل يفقه الفقه الكثير وما يشعر به الناس، وإن كان الرجل ليصلي الصلاة الطويلة في بيته، وعنده الزوار وما يشعرون به، ولقد أدركت أقواما ما كان على الأرض من عمل يقدرون أن يعملوه في السر فيكون علانية أبدا، لقد كان المسلمون يجتهدون في الدعاء وما يسمع لهم صوت، إن كان إلا همسا بينهم وبين ربهم، وذلك أن الله تعالى يقول: ﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً﴾ [الأعراف: 55]) ([46])

ومع ذلك كله؛ فإن إبداء الصدقات أو الأعمال الصالحة إن تجردت نية صاحبها لله تعالى، ورأى أن في إبدائها دعوة لغيره، وخاصة إن كان محل قدوة، فلا حرج في ذلك، بل قد ينال الأجر العظيم إن لم يكن ينوي بذلك إلا الدعوة إلى الله، لا الدعوة لنفسه.

وقد روي في الحديث عن بعض أصحاب رسول الله a أنه قال: كنا في صدر النهار


[45] سير أعلام النبلاء، (4/ 386)

[46] تفسير ابن كثير، (2/ 221)

نام کتاب : مدارس النفس اللوامة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 44
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست