نام کتاب : مدارس النفس اللوامة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 43
الخشوع وتحسين العبادة.
وهكذا
يستعمل الشيطان كل أدوات الحيلة حتى يصرف المصلي عن إخلاص نيته لربه، لذلك كان حفظ
الأعمال بالإخفاء والستر أجدى لها وأكثر أمنا وحيطةكأك.
ولهذا
ورد في الحديث الأمر بالإتيان بالنوافل في البيت، باعتبار أن الفرائض مما يتساوى
فيه الناس جميعا، ولذلك قد لا يتطرق إليها الرياء، مثلما يتطرق للنوافل.
وقد
ورد في الحديث عن رسول الله a أنه قال: (اجعلوا في بيوتكم من صلاتكم، ولا تتخذوها قبوراً) ([41])
وروي
أنه a اتخذ حجرة من حصير في رمضان فصلى فيها ليالي، فصلَّى بصلاته ناسٌ
من أصحابه؛ فلما علم بهم جعل يقعد فخرج إليهم، فقال: (قد عرفت الذي رأيت من صنيعكم
فصلُّوا أيها الناس في بيوتكم فإن أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة) ([42])
بل
إن الله تعالى ذكر ذلك في الصدقات؛ فقال: ﴿نْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ
فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ
لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَالله بِمَا تَعْمَلُونَ
خَبِيرٌ﴾ [البقرة: 271]
وفي
الحديث عن رسول الله a أنه قال: (سبعة يظلهم الله في ظله، يوم لا ظل إلا ظله)، وذكر
منهم: (رجل تصدق بصدقة فأخفاها، حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه)، ومنهم الذي (ذكر
الله خاليا ففاضت عيناه) ([43])