نام کتاب : مدارس النفس اللوامة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 42
عنده
حسنة كاملة، فإن عملها كتبت له سيئة واحدة) ([39])
إذا
عرفت هذا ـ أيها المريد الصادق ـ فإياك أن تقيس قياس إبليس، فتتوهم أن المعصية
يمكنها أن تتحول بالنية الصالحة إلى طاعة؛ فذلك غير صحيح؛ بل إن ذلك سخرية
بالشريعة ومحادة لله تعالى.
ولذلك؛
فالغيبة تظل غيبة، ولو قصدت بها تأليف قلوب الذين تجلس إليهم، وتطييب خواطرهم، ذلك
أنك تطيب خواطرهم بما تسيء به إلى خواطر آخرين.. وهكذا، فإن لكل معصية من المثالب
والعيوب ما لا يمكن للنية الطيبة أن تحولها إلى عمل صالح، وهي في ذلك مثل روائح
المستنقعات التي لا تزيدها الأمطار إلا انتشارا وقوة.. فاحذر أن يغرك الشيطان عن
نفسك، ويدخل إليك من خلال تكثير النيات أو تصحيحها إلى ما يفسدها، أو يفسد عملك
كله.
واعلم
ـ أيها المريد الصادق ـ أن أكبر ما يهتم له الشيطان إفساد نيتك، ولذلك يستعمل كل
حيله في ذلك، ومن ذلك أن يأتي للمصلّي المخلص في صلاته؛ فيقول له: حسّن صوتك حتّى
ينظر إليك هذا الحاضر بعين الوقار والصلاح ولا يزدريك ولا يغتابك([40]).
فإن
فطن المصلي لهذه الحيلة، وأخذ حذره منها، يقول له: أنت متبوع ومقتدى بك ومنظور
إليك، وما تفعله يؤثر عنك، ويتأسّى بك غيرك؛ فيكون لك ثواب أعمالهم إن أحسنت،
وعليك الوزر إن أسأت؛ فأحسن عملك بين أيديهم؛ فعساهم يقتدون بك في