responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مدارس النفس اللوامة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 384

ومنها البحث عن الصالحين من الفقراء؛ حتى يكون ذلك تشجيعا على التقوى، وحتى لا يصرف الفقير الفاسد ماله في فساده، وفي الحديث عن رسول الله a أنه قال: (أطعموا طعامكم الأتقياء وأولوا معروفكم المؤمنين)، وفي رواية: (أضف بطعامك من تحبّه بالله) ([792])

وهذا ليس مطلقا؛ فالصدقة تجوز للفقير مهما كان دينه([793])، وخاصة إن كان من المؤلفة قلوبهم، أولئك الذين قصدهم الله تعالى بقوله: ﴿لَا يَنْهَاكُمُ الله عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ الله يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ [الممتحنة: 8]

وقد ذكر الله تعالى ما فعله الأبرار من إطعامهم بعض من ليسوا بمؤمنين، فقال: ﴿وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ الله لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا﴾ [الإنسان: 8، 9]

الطيبة والجودة:

وأما الثالث، وهو المرتبط بالنفقة نفسها؛ فقد أشار الله تعالى إليه بقوله: ﴿لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ الله بِهِ عَلِيمٌ﴾ [آل عمران: 92]

وقد روي في بيانها وتطبيقها في عهد رسول الله a أن بعض الصحابة من الأنصار كان كثير المال، وكان أحب أمواله إليه بيرحاء، وكانت مستقبلة المسجد، وكان رسول الله a يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب، فلما نزلت الآية الكريمة، قام أبو طلحة إلى رسول الله a فقال: إن الله يقول في كتابه: ﴿لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ﴾، وإن أحب أموالي


[792]ابن المبارك في البر والصلة.

[793] قال النووي: (فلو تصدق على فاسق أو على كافر من يهودي أو نصراني أو مجوسي جاز، وكان فيه أجر في الجملة. قال صاحب البيان: قال الصيمري: وكذلك الحربي، ودليل المسألة: قول الله تعالى: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً) ومعلوم أن الأسير حربي)[ المجموع (6/237)]

نام کتاب : مدارس النفس اللوامة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 384
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست