نام کتاب : مدارس النفس اللوامة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 367
يلتفت
لنفسه عند الإنفاق، ولا يؤذي من أعانهم، لأنه يعلم ذلك كله من الله؛ فهذا هو الذي
ذكره الله تعالى، فقال: ﴿وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ
ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ الله وَتَثْبِيتًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ
بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ
يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَالله بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ [البقرة:
265]
وهذا
هو الذي ينال جميع حظوظه من إنفاقه، سواء في الدنيا أو في الآخرة، وأولها تطهير
نفسه، وتزكيتها، وترقيتها إلى المراتب الرفيعة للصالحين، كما قال تعالى: ﴿الَّذِينَ
يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً
فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ
يَحْزَنُونَ﴾ [البقرة: 274]، وقال: ﴿وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ
مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ
لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ
وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَالله يُحِبُّ
الْمُحْسِنِينَ﴾ [آل عمران: 133، 134]
وأخبر
عن دور الإنفاق في تطهير النفس الأمارة من مرض الشح والبخل الذي يتنافى مع القيم
الإيمانية التي تدعو إلى الإيثار والتضحية وخدمة المجتمع، فقال: ﴿وَالَّذِينَ
تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ
إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ
عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ
فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [الحشر: 9]
ولذلك
تقترن التقوى مع الإنفاق، كما قال تعالى: ﴿فَاتَّقُوا الله مَا
اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ
وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [التغابن:
16]
ولهذا
سميت الزكاة زكاة، لأنها تطهر صاحبها من خبث البخل الذي هو صفة من صفات النفس
الأمارة، وتؤهله لصفة الكرم التي هي صفة من صفات النفس المطمئنة،
نام کتاب : مدارس النفس اللوامة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 367