نام کتاب : مدارس النفس اللوامة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 338
به
أجدى من الكثير من التفاصيل التي يذكرها الفقهاء في المسائل المختلفة، والتي قد لا
تقع أبدا.
فلذلك
استفد من كل التجارب التي ذكرها الصالحون عن أنفسهم، وكيفية صلاتهم، والمعاني التي
يستحضرونها، كما قال تعالى: ﴿وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ﴾
[لقمان: 15]، وسترى كيف يفتح الله عليك من المعاني ما لم يكن يخطر على بالك.
ومن
تلك التجارب ما ذكره بعضهم، عندما سئل عن صلاته فقال: (إذا حانت الصلاة أسبغت
الوضوء، وأتيت الموضع الذي أريد الصلاة فيه، فأقعد فيه حتى تجتمع جوارحى، ثم أقوم
إلى صلاتي، وأجعل الكعبة بين حاجبي، والصراط تحت قدمي، والجنة عن يمينى، والنار عن
شمالى، وملك الموت ورائى، أظنها آخر صلاتي، ثم أقوم بين الرجاء والخوف، وأكبر
تكبيرا بتحقيق، وأقرأ قراءة بترتيل، وأركع ركوعا بتواضع، وأسجد سجودا بتخشع، وأقعد
على الورك الأيسر، وأفرش ظهر قدمها وأنصب القدم اليمنى على الإبهام، وأتبعها
الإخلاص، ثم لا أدرى أ قبلت منى أم لا)([674])
وبناء
على طلبك تفاصيل كيفية الخشوع، وما ينبغي استحضاره عند كل فعل من أفعال الصلاة، أو
قول من أقوالها؛ فسأورد لك بعض ما ذكره الحكماء في ذلك، مما تحتاجه في هذه المرحلة
من سيرك، وإن كان لكل مرحلة خشوعها الخاص بها.
ويبدأ
ذلك بسماعك لنداء المؤذن؛ فصلاتك تبدأه عند سماعه، والأذان ـ عند الصادقين من
السالكين ـ جزء من الصلاة، وفاتحة لها.. فتذكر عندما تسمعه هول النداء يوم القيامة،
وشمّر بظاهرك وباطنك للإجابة والمسارعة، (فإنّ المسارعين إلى هذا النداء هم الّذين
ينادون باللّطف يوم العرض الأكبر، فاعرض قلبك على هذا النداء؛ فإن وجدته