responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مدارس النفس اللوامة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 335

يحتاج المريد إلى توفير الأسباب المعينة لذلك، والتي تجعل لنفسه القابلية لحضور القلب والخشوع بسهولة ويسر.

ولن يعجز عقلك ـ أيها المريد الصادق ـ عن معرفة تلك الأسباب، ذلك أننا نمارسها في كل حياتنا، ومع كل أمر نهتم به، ونعزم عليه، وتعظمه نفوسنا، ومن حيث لا نشعر.

ذلك أن الخشوع ينطلق من ذلك الاهتمام الشديد بالصلاة وأهميتها وارتباط مصيرنا بها.. وهو ما يستدعي توفر الأركان التي لا يتم الخشوع إلا بها.

وأولها ـ كما اتفق الحكماء([672]) ـ حضور القلب مع الصلاة، وتفرغه لها، وعدم انشغاله بسواها، فيكون العلم بالفعل والقول مقرونا بها، ولا يكون الفكر جاريا في غيرها.

وثانيها فهم الكلام الذي يردده، وسر الحركات التي يفعلها، وهو أمر وراء حضور القلب، ذلك أنه ربما يكون القلب حاضرا مع اللّفظ، ولا يكون حاضرا مع المعنى.. وهذا مقام يتفاوت الناس فيه حسب مراتبهم، (إذ ليس يشترك الناس في تفهّم المعاني للقرآن والتسبيحات وكم من معان لطيفة يفهمها المصلّي في أثناء الصلاة ولم يكن قد خطر بقلبه ذلك قبله، ومن هذا الوجه كانت الصلاة ناهية عن الفحشاء والمنكر فإنّها تفهّم أمورا تلك الأمور تمنع من الفحشاء لا محالة)

وثالثها التعظيم، ذلك أنه الدافع الذي يدفع إلى الاهتمام والحضور والانفعال والتفعيل.

ورابعها الهيبة، وهي (عبارة عن خوف منشؤه التعظيم، لأنّ من لا يخاف لا يسمّى هائبا، والمخافة من العقرب وسوء خلق العبد وما يجري مجراه من الأسباب الخسيسة لا يسمّى مهابة، بل الخوف من السلطان المعظّم يسمّى مهابة فالهيبة خوف مصدرها الإجلال)


[672] انظر: المحجة البيضاء في تهذيب الإحياء، ج‌1، ص: 371.

نام کتاب : مدارس النفس اللوامة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 335
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست