نام کتاب : مدارس النفس اللوامة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 32
من
كل الثغرات التي قد تعرض له.
أعلم
ـ أيها المريد الصادق ـ أنك ستذكر لي أن النية ليست من قبيل الأعمال الاختيارية
التي يمكن لصاحبها أن يتحكم في فعلها أو عدم فعلها، بل هي من الأعمال الوجدانية التي
لا يستطيع أن يتحكم فيها؛ فلذلك لا يمكن للجائع أن يقول شبعت، ولا للكسول أن يكتفي
بقوله قمت..
وجوابا
على سؤالك أذكر لك أن النية ـ وإن كانت من الأعمال الوجدانية ـ إلا أنه يمكن توجيهها
ببعض المعارف والعلوم والتدريبات والمجاهدات إلى أن يصبح في الإمكان التحكم فيها.
وسر
تلك المعارف والتدريبات يعود إلى أن النية، باعتبارها الباعث الذي يبعث على العمل،
يرجع لأهواء النفس؛ فإن كان هوى النفس في السمعة والشهرة والجاه العريض، وهي شهوات
النفس الأمارة، كانت النية رياء محضا، ولم يكن فيها أدنى صدق أو إخلاص..
وإن
كان صاحبها يحمل مع تلك النية بعض الإيمان باليوم الآخر، والجزاء المعد على الأعمال
الصالحة فيها، تكون نيته مشوبة بين تحقيق غرضه الدنيوي، وغرضه الأخروي.
وإن
كان صاحبها صاحب نفس مطمئنة، متجرد الهوى للآخرة، لا يطلب غيرها، ولا يطلب غير وجه
ربه؛ فإن عمله سيكون خالصا لله تعالى، وبحسب درجة إخلاصه تكون مرتبة عمله.
ولذلك
كان الطريق إلى تصحيح النية، وتحقيق الإخلاص فيها، تنمية البواعث الإيمانية حتى
تتجرد النفس لها، وتتخلص من كل الشوائب التي تفسد أعمالها.
ولهذا
ورد في النصوص المقدسة ما ينمي تلك البواعث الطيبة، ويحققها في النفس
نام کتاب : مدارس النفس اللوامة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 32