نام کتاب : مدارس النفس اللوامة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 278
لأنّ
الحقّ الّذي كلّف الخلق اعتقاده له مراتب ودرجات وله مبدأ ظاهر وغور باطن وجمود
الطبع على الظاهر يمنع من الوصول إلى الغور الباطن كما ذكرناه من الفرق بين العلم
الباطن والظاهر في كتاب قواعد العقائد)
([554])
ومنها
أن يكون القارئ للقرآن الكريم (مصرّا على ذنب أو متّصفا بكبر أو مبتلى في الجملة
بهوى في الدّنيا مطاع فإنّ ذلك سبب ظلمة القلب وصدئه وهو كالخبث على المرآة فيمنع
جليّة الحقّ من أن يتجلّى فيه وهو أعظم حجاب للقلب وبه حجب الأكثرون وكلّما كانت
الشهوات أشدّ تراكما كانت معاني الكلام أشدّ احتجابا وكلّما خفّ عن القلب أثقال
الدّنيا قرب تجلّى المعنى فيه فالقلب مثل المرآة والشهوات مثل الصدء ومعاني القرآن
مثل الصور الّتي تتراءى في المرآة والرياضة للقلب بإماطة الشهوات مثل تصقيل الجلاء
للمرآة)
وذلك
شرط الله تعالى الإنابة في الفهم والتذكّر، فقال: ﴿تَبْصِرَةً وَذِكْرَى
لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ﴾ [ق: 8]، وقال: ﴿أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ
آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ
رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ
إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ [الزمر: 9]
ومنها
أن يكون القارئ للقرآن الكريم (قد قرأ تفسيرا ظاهرا واعتقد أنّه لا معنى لكلمات
القرآن إلّا ما تناوله النقل عن ابن عبّاس ومجاهد وغيرهما وأنّ ما وراء ذلك تفسير
بالرأي وأنّ من فسّر القرآن برأيه فقد تبوّأ مقعده من النّار، فهذا أيضا من الحجب
العظيمة)([555])
تدبر القرآن:
المرتبة
الثانية في التعامل مع الحقائق القرآنية ـ أيها المريد الصادق ـ بعد فهم معانيه،