نام کتاب : مدارس النفس اللوامة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 26
والإصلاح
والتزكية ما لم يجاهد صاحبها نفسه على الخشوع والخضوع وحضور القلب، والتمعن في
أسرار كل حركة يتحركها أو قول يقوله أو إشارة يشير بها.ذلك أن الصلاة ـ أيها المريد الصادق ـ ليست شعيرة تعبدية واحدة، بل
هي مجمع من الشعائر التعبدية؛ فكل ركن من أركانها مدرسة قائمة بذاتها، لها دورها
في التهذيب والتصفية، كما أن لها دورها في العروج والترقي، ولذلك اعتبرها رسول
الله a عمود الإسلام، ففي الحديث قال رسول الله a: قال: (رأس الأمر الإسلام، وعموده
الصّلاة، وذروة سنامه الجهاد)([10])وقد قرن رسول الله a في هذا
الحديث بين الصلاة والجهاد، لاحتياج بعضها لبعض؛ فالصلاة الحقيقية تستدعي المجاهدة
والرياضة وحضور القلب، والجهاد الحقيقي يحتاج التواصل الدائم مع الله، حتى يتحقق
الثبات والسكينة والقدرة على المواجهة.هذا جوابي المختصر على أسئلتك ـ أيها المريد
الصادق ـ وأحسب أن فيها ما طلبته من مجامع المناهج والمدارس التربوية، ويمكنك أن
ترسل لي ما تشاء من أسئلة حول تفاصيل ما شرحته لك.ذلك أن كلا من الصبر والصلاة
يتضمنان الكثير من المناهج.. فهناك مناهج مرتبطة بالصبر وحده.. وهناك مناهج مرتبطة
بالصلاة وحدها.. وهناك مناهج مرتبطة بهما جميعا.. وبهذه المناهج جميعا تتحقق النفس
بطيبتها، لتتحول من نفس أمارة أو لوامة إلى نفس مطمئنة راضية مرضية.