responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مدارس النفس اللوامة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 232

الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة ريحها طيبٌ وطعمها مرٌ، ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة طعمها مرٌ ولا ريح لها، ومثل جليس الصالح كمثل صاحب المسك إن لم يصبك منه شيءٌ أصابك من ريحه، ومثل جليس السوء كمثل صاحب الكير إن لم يصبك من سواده أصابك من دخانه)([438])، فهو يشير إلى الآثار الظاهرة والباطنة التي يحدثها القرآن الكريم بحسب القابليات المختلفة، فأي محل تقبله طهر وطاب، وأي محل رفضه تنجس وخبث.

ولذلك يرتبط حق التلاوة بالجانبين المشكلين للإنسان: ظاهره وباطنه، ومن اقتصر على تصحيح تلاوة الظاهر، دون أن يترك لحقائق القرآن الفرصة لتتنزل على باطنه، فلن يستفيد من القرآن الكريم إلا تلك الحلاوة الظاهرة التي تحدثها تلاوته له، دون أن يكون لذلك تأثير على باطنه.

وسر ذلك يعود إلى أن القرآن الكريم روح وحياة لكل ما يلامسه، كما قال تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا﴾ [الشورى: 52]، وعبر في آية أخرى عن ذلك بالحياة، فقال:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لله وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾ [الأنفال: 24]؛ فلذلك لا ينال الحياة والروح القرآنية إلا تلك الأجزاء التي لا مسته وتأثرت به وانفعلت له دون من عداها.

وبناء على طلبك ـ أيها المريد الصادق ـ في ذكر حقوق التلاوة التي وردت بها النصوص المقدسة، وأسرارها وأدوارها في التزكية والترقية، فسأذكر لك مجامعها المتضمنة في الركنين اللذين يتشكل منهما الإنسان: الظاهر والباطن.

الحق الظاهر:


[438] أبو داود (4829)

نام کتاب : مدارس النفس اللوامة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 232
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست