responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مدارس النفس اللوامة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 230

حق التلاوه

كتبت إلي ـ أيها المريد الصادق ـ تسألني عن تلاوة القرآن الكريم وآدابها وحقوقها وسر ما ورد حول فضلها في النصوص المقدسة، وعن كيفية تحويلها من تلاوة عادية وقراءة عابرة إلى تلاوة مؤثرة في النفس والسلوك، هادية للحقائق والقيم.

وذكرت لي بأسف أولئك الذين يقرأون القرآن الكريم، ولا يجاوز حناجرهم، بل إن فيهم من يعمى عن هدايات القرآن، وينحجب بمتشابهه؛ فيضل ويُضل.. ويصبح منبع الهداية والنور عنده منبعا للضلالة ومصدرا للظلمات والحجب.

ثم طلبت مني في آخر رسالتك أن أبين لك كيفية التحقق بمعنى قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾ [البقرة: 121]

وجوابا على سؤالك الوجيه أذكر لك أن تلاوة القرآن الكريم أكبر مدرسة تربوية وإصلاحية، لا للفرد وحده، وإنما للمجتمع جميعا.. ولو أن الأمة الإسلامية تمسكت بها لكان واقعها مختلفا تماما، كما أشار الله تعالى إلى ذلك عند ذكره لكتب الأمم الأخرى، فقال: ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ﴾ [المائدة: 66]

لكن التفريط فيه، والإعراض عنه هو الذي حول الأمة إلى الحال الذي تراه عليها من التخلف والتفرق والفتن وغيرها.

ومثل عالم المجتمع عالم النفس.. فالنفس التي تقيم القرآن بين جوانبها ولطائفها، وتجعله المتربع على عرشها، والسلطان عليها، نفس مرتبطة بالملكوت، تتنزل عليها الرحمات

نام کتاب : مدارس النفس اللوامة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 230
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست