نام کتاب : مدارس النفس اللوامة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 125
والأزمنة، وجعلته جرما كالأجرام.
وقد
قال الإمام الكاظم محذرا من تلك الأسماء المبتدعة: (إنّ الله أعلى وأجلّ وأعظم من
أن يبلغ كنه صفته، فصفوه بما وصف به نفسه، وكفّوا عمّا سوى ذلك) ([208])
وقال
الإمام الرضا: (إنّ الخالق لا يوصف إلاّ بما وصف به نفسه، وأنّى يوصف الذي تعجز
الحواس أن تدركه، والأوهام أن تناله، والخطرات أن تحدّه، والأبصار عن الإحاطة به،
جلّ عمّا وصفه الواصفون، وتعالى عمّا ينعته الناعتون) ([209])
إذا
عرفت ـ أيها المريد الصادق ـ هذا؛ فابدأ في إحصائك لأسماء ربك من القرآن الكريم،
فهو كتاب المعرفة الأعظم، فقد ذكر الله تعالى فيه أسماءه الحسنى ودعا إلى دعائه
بها، قال تعالى: ﴿وَلله الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا
الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾
[الأعراف: 180]
وذكر
بعض تلك الأسماء، ودعا إلى ذكره بها، فقال: ﴿قُلِ ادْعُوا الله أَوِ
ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى﴾
[الإسراء: 110]
وذكر
أسماء أخرى، فقال: ﴿هُوَ الله الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ
الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ
الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ الله عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ الله الْخَالِقُ
الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [الحشر: 23، 24]
وهكذا؛
فإنك ـ أيها المريد الصادق ـ تجد القرآن الكريم، وفي فواصل أكثر آياته، أسماء
كثيرة لله تعالى([210])،
وهي أمهات أسماء الله الحسنى، وعليها يعرض كل ما ورد من الأسماء