نام کتاب : مدارس النفس اللوامة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 123
احصا الاسما
كتبت
إلي ـ أيها المريد الصادق ـ تسألني عما ورد في القرآن الكريم من الدعوة إلى التعرف
على أسماء الله الحسنى، ودعاء الله تعالى بها، وما ارتبط بذلك من إخبار رسول الله a بفضل
إحصائها، وعلاقة ذلك بالتزكية والترقية.
وجوابا
على سؤالك الوجيه أذكر لك أن أسماء الله الحسنى هي المعارف التي أذن الله تعالى
فيها لوسائل إدراكنا البسيطة أن تتعرف بها على كمالات الألوهية، من غير تحديد أو
تقييد لها، ذلك أن أسماء الله تعالى لا نهاية لها، وما كشف لنا منها ليس سوى قطرة
من بحر كمال الله الذي لا حدود له.
ولكنها
ـ مع ذلك ـ هي المنافذ الوحيدة التي تتيح لنا التعرف على الله تعالى وعظمته، حتى
نتجنب كل تلك الضلالات التي وقعت بسبب الإلحاد في أسماء الله، وتحريفها، وتغييرها،
ليتحول الله تعالى بموجبها إلى إله غير الإله الحقيقي الذي دعت إليه الرسل، وعرفت
به كلماته المقدسة، ودل عليه الكون جميعا.
ولذلك
أخبر رسول الله a عن وجود تسعة وتسعين اسما حقيقيا من أسماء الله الحسنى، من عرفها
وفهمها وتواصل معها وتخلق بأخلاقها نال الفوز والفلاح، فقال: (إن لله تسعة وتسعين
اسما مائة غير واحد من أحصاها دخل الجنة) ([207])
وبما
أنك سألتني ـ أيها المريد الصادق ـ عن حقيقة الإحصاء، وسر ما ورد فيه من الأجر،
وعلاقته بالتزكية والترقية؛ فإني سأذكر لك أربعة مراتب له، لا يتحقق الإحصاء من
دونها.