نام کتاب : مدارس النفس اللوامة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 119
ويقول: (الحمد لله على ما عرفنا من نفسه، وألهمنا من شكره، وفتح لنا من
أبواب العلم بربوبيته، ودلنا عليه من الإخلاص له في توحيده، وجنبنا من الإلحاد
والشك في أمره. حمدا نعمر به فيمن حمده من خلقه، ونسبق به من سبق إلى رضاه وعفوه.
حمدا يضيء لنا به ظلمات البرزخ، ويسهل علينا به سبيل المبعث، ويشرف به منازلنا عند
مواقف الأشهاد، يوم تجزى كل نفس بما كسبت وهم لا يظلمون، يوم لا يغني مولى عن مولى
شيئا ولا هم ينصرون. حمدا يرتفع منا إلى أعلى عليين في كتاب مرقوم يشهده المقربون.
حمدا تقر به عيوننا إذا برقت الأبصار، وتبيض به وجوهنا إذا اسودت الأبشار. حمدا
نعتق به من أليم نار الله إلى كريم جوار الله. حمدا نزاحم به ملائكته المقربين،
ونضام به أنبياءه المرسلين في دار المقامة التي لا تزول، ومحل كرامته التي لا
تحول. والحمد لله الذي اختار لنا محاسن الخلق، وأجرى علينا طيبات الرزق. وجعل لنا
الفضيلة بالملكة على جميع الخلق، فكل خليقته منقادةٌ لنا بقدرته، وصائرةٌ إلى
طاعتنا بعزته)ويقول: (الحمد لله الذي أغلق عنا باب الحاجة إلا إليه، فكيف نطيق حمده
أم متى نؤدي شكره.. والحمد لله الذي ركب فينا آلات البسط، وجعل لنا أدوات القبض،
ومتعنا بأرواح الحياة، وأثبت فينا جوارح الأعمال، وغذانا بطيبات الرزق، وأغنانا
بفضله، وأقنانا بمنه. ثم أمرنا ليختبر طاعتنا، ونهانا ليبتلي شكرنا، فخالفنا عن
طريق أمره، وركبنا متون زجره، فلم يبتدرنا بعقوبته، ولم يعاجلنا بنقمته، بل تأنانا
برحمته تكرما، وانتظر مراجعتنا برأفته حلما.. والحمد لله الذي دلنا على التوبة
التي لم نفدها إلا من فضله، فلو لم نعتدد من فضله إلا بها لقد حسن بلاؤه عندنا،
وجل إحسانه إلينا وجسم فضله علينا فما هكذا كانت سنته في التوبة لمن كان قبلنا،
لقد وضع عنا ما لا طاقة لنا به، ولم يكلفنا إلا وسعا، ولم يجشمنا
نام کتاب : مدارس النفس اللوامة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 119