نام کتاب : مدارس النفس اللوامة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 111
قادر
على أن يرتقي إلى سموات الكمال.
تمجيد القلب:
إذا
عرفت هذا ـ أيها المريد الصادق ـ واطمأنت به نفسك، فانتقل من تمجيد العقل لربه إلى
تمجيد القلب.. الذي هو محل مشاعرك وعواطفك؛ فانظر إلى آثار نعم الله عليك، وتأمل
فيها، وتأمل في النعم التي لا تزال تنتظرك في دار السعادة العظمى التي أعدها لك،
وسترى كيف يمتلئ قلبك بالتمجيد الحقيقي، والحمد الحقيقي، وقد قال الشاعر معبرا عن
آثار النعم في النفس:
أفادتكم النعماء مني ثلاثة يدي
ولساني والضمير المحجبا
ولهذا،
فإن حمد القلب وتمجيده ينطلق من تصور النعمة، والاعتراف بها للمنعم، وفي ذلك يقول
رسول الله a: (عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن،
إن أصابته سراء شكر، فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر، فكان خيرا له) ([181])
ولا
تكتف ـ أيها المريد الصادق ـ بالشكر والتمجيد الخاص بما تراه من نعم خصك الله بها
فقط، بل اعتبر كل شيء نعمة من النعم العظمى، وأولها وأعظمها ربك الذي خلقك،
وهدايته لك إليه، فذلك أكبر النعم، لأنه سبيل السعادة الوحيد.
ولهذا
ذكر الله تعالى عن المؤمنين حمدهم على نعمة الهداية عندما يرون ثمارها في الجنة،
قال تعالى: ﴿أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (42)
وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ
وَقَالُوا الْحَمْدُ لله الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ
لَوْلَا أَنْ هَدَانَا الله﴾ [الأعراف: 42، 43]
واذكر
عند حمدك لله تعالى على هذه النعمة، قوله تعالى لنبيه a: ﴿إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ