نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 87
وقال: (لا تقولوا وكلهم الله
إلى أنفسهم فتوهنوه، ولا تقولوا أجبرهم على المعاصي فتظلموه، ولكن قولوا الخير
بتوفيق الله والشر بخذلان الله، وكلّ سابقٌ في علم الله)[1]
وقال الإمام الصادق : (كما أنَّ
بادئ النعم من الله عز وجل وقد نحلكموه، كذلك الشرّ من أنفسكم وإن جرى به قدره)[2]
وقال الإمام الرضا : (لا يجور
في قضية، الخلق إلى ما علم منقادون، وعلى ما سطر في كتابه ماضون، لا يعملون خلاف
ما علم منهم، ولا غيره يريدون)[3]
وهكذا جمعت هذه المقولات بين
الإيمان بتوحيد الله وعظمته وإرادته المطلقة وقدرته النافذة في كل شيء، مع الحرية
الإنسانية التي يقتضيها التكليف.
وهي كلها مستنبطة ومتوافقة
ومتناسقة مع ما ورد في القرآن الكريم، حيث نجده يعقب على أفعال العباد المكتسبة
بأنها لم تحصل خارجة عن مشيئة الله، بل هي في إطار مشيئته، ليجمع القلب على
التوحيد بعد تذكيرهم بمسؤوليتهم في عالم الأسباب.
ومن ذلك قوله تعالى في إثبات
ضرر السحر الذي هو فعل المكلف:﴿ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا
يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ﴾ (البقرة: 102)، ثم تعقيبه
بعدها بأن هذا الضرر لا يحصل إلا بإذن الله:﴿ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ
مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ الله ﴾ (البقرة: 102)
ومن ذلك قوله تعالى إثبات كسب
المخالفين والمعادين لرسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم):﴿
وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الْأِنْسِ وَالْجِنِّ
يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً ﴾ (الأنعام:
112)، ثم قوله بعدها في إثبات التوحيد:﴿ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا
فَعَلُوهُ ﴾ (الأنعام: 112)