responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 74

وهو الرضى، وتفسير الرضى بإرادة الثواب؛ فكل ذلك نفيُ وتعطيلٌ لفرحه ورضاه سبحانه، أوجبه سوءُ ظنِّ هؤلاء المعطِّلة بربهم، حيث توهَّموا أن هذه المعاني تكون فيه كما هي في المخلوق، تعالى الله عن تشبيههم وتعطيلهم)[1]

هذه مجرد أمثلة عن نسبة السلفية الانفعالات لله، وهو ما لا يليق بجلال الله وقدسه، وما تدل الأدلة العقلية والنقلية على استحالته، ولكن بسبب إعراضهم عن كلمات بيت أهل النبوة وقعوا فيما وقعوا فيه.

ثانيا ـ الإمام الحسين وقيم الكمال [الجمال الإلهي]:

لا تقتصر القيم الإيمانية على قيم التنزيه، ذلك أنها ـ مع أهميتها ـ لاتفعل سوى أن تنفي عن الله ما لا يتناسب مع جلاله وعظمته، بالإضافة إلى كونها قيما يمكن للعقل المجرد إثباتها، بل إن الكثير من الفلاسفة استطاعوا أن يتوصلوا إليها من غير اعتماد على أي مصدر نقلي، ولهذا نرى المتكلمين لا يقتصرون في البرهنة عليها على المصادر النقلية، بل يضيفون إليها المصادر العقلية أيضا.

ولهذا يدعو القرآن الكريم إلى استعمال العقل المجرد لتنزيه الله عن الشريك، قال تعالى: ﴿ لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا الله لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ الله رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ ﴾ [الأنبياء: 22]

أما ما وقع فيه المخالفون لها من هذه الأمة أو غيرها، فهو ناتج عن عزل العقل في التأمل فيها، ولذلك راحوا يقيسون الله على أنفسهم، ويتصورون أن الكمال هو ما يتصفون به؛ فوصفوا الله بما يتصورون أنه كمال مع كونه عين النقص.


[1] شرح العقيدة الواسطية، محمد بن خليل حسن هرّاس، ضبط نصه وخرَّج أحاديثه ووضع الملحق: علوي بن عبد القادر السقاف، دار الهجرة للنشر والتوزيع – الخبر، الطبعة: الثالثة، 1415 هـ، (ص 166)

نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 74
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست