responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 57

وهي ناتجة عن ذلك التمسك بمحبة أئمة أهل البيت والرجوع إليهم، على اختلاف درجاتهم في ذلك الرجوع، لكن الذين والوا أعداءهم من بني أمية سقطوا في مستنقع التشبيه والتجسيم؛ فلذلك راحوا ينسبون إلى الله تعالى ما لا يليق به من الحركة والتنقل والنزول والصعود والجري والهرولة وغيرها من الأوصاف التي لا تليق بجلال الله، ولا تنسجم مع ضرورات العقل والنقل.

ومن الأمثلة على ذلك ما ذكره ابن القيم في تقريره لعقائد الاتجاه السلفي صاحب الهوى الأموي، والذي يعتبر تنزيه الله تعالى عن الحركة والانتقال حكما عليه بالإعدام، حيث قال: (وقد دل القرآن والسنة والإجماع على أنه سبحانه يجيء يوم القيامة، وينزل لفصل القضاء بين عباده، ويأتي في ظلل من الغمام والملائكة، وينزل كل ليلة إلى سماء الدنيا، وينزل عشية عرفة، وينزل إلى الأرض قبل يوم القيامة، وينزل إلى أهل الجنة.. وهذه أفعال يفعلها بنفسه في هذه الأمكنة فلا يجوز نفيها عنه بنفي الحركة والنقلة المختصة بالمخلوقين، فإنها ليست من لوازم أفعاله المختصة به، فما كان من لوازم أفعاله لم يجز نفيه عنه، وما كان من خصائص الخلق لم يجز إثباته له، وحركة الحي من لوازم ذاته، ولا فرق بين الحي والميت إلا بالحركة والشعور، فكل حي متحرك بالإرادة وله شعور فنفي الحركة عنه كنفي الشعور، وذلك يستلزم نفي الحياة) [1]

وهكذا راح ابن تيمية يستعمل القياس مع الله، ليثبت أن على الله تعالى أن يتحرك ويتنقل حتى يحصل على الكمال، وإلا كان خلقه المتحرك أكمل منه، يقول: (وهكذا يقال لهم فى أنواع الفعل القائم به كالإتيان والمجيء والنزول وجنس الحركة: إما أن يقبل ذلك


[1] مختصر الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة، محمد بن أبي بكر ابن قيم الجوزية، اختصره: محمد بن محمد بن عبد الكريم بن رضوان البعلي شمس الدين، ابن الموصلي، المحقق: سيد إبراهيم، دار الحديث، القاهرة – مصر، الطبعة: الأولى، 1422هـ - 2001م، ص473.

نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 57
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست