وهذا الحديث وغيره من الأحاديث
يبين قيمة الثبات في الدين، وأن العبرة في الاستمرار على المنهج الذي أمر به رسول
الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)، وليس الارتداد عنه، أو تركه لأي غاية من
الغايات، وقد ورد في الحديث الذي اتفق عليه الشيخان البخاري ومسلم وغيرهما أن رسول
الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) قال: (والذي لا إله غيره، إن أحدكم ليعمل
بعمل أهل الجنة، حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل
أهل النار فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا
ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها)[2]
3 ـ انتقاء الأصحاب
الرساليين:
وهي من أهم الأهداف التي سعى الإمام
الحسين كل جهده لتحقيقها من خلال لقاءاته العامة والخاصة، حتى يوفر لكربلاء ـ
والتي يعلم أن مأساتها حاضرة لا محالة كما أخبر بذلك رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) ـ الكثير من مشاهد الصدق والثبات والإخلاص
التي تحول منها ملحمة فريدة في التاريخ.
فكان شأنه في ذلك مثل شأن
المخرج السينمائي الذي يريد أن يمثل فيلما ناجحا ومؤثرا؛ فلذلك يحاول أن يضع فيه
أكبر قدر من المشاهد التي تستطيع أن تؤثر في الجمهور.
وهكذا كان الإمام الحسين يعلم
تماما المصير الذي سيصير إليه، ولكنه كان يعلم أيضا أن ذلك المصير لن يذهب هدرا،
بل سيأتي اليوم الذي ينتصر فيه الدم على السيف، وينتصر فيه الحق على الزيف، وتصبح
كل مشاهد كربلاء أشعة هداية للأمة لتنصره من جديد، بعد