وقال في وصف حالتهم مطلقا: ﴿وَإِذَا
رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ
كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ
الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ الله أَنَّى يُؤْفَكُونَ﴾
[المنافقون: 4]
وهكذا حذر رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) منه، بل اعتبره من المهلكات التي توبق
صاحبها، فقال في وصيته للإمام علي : (يا عليّ، لا تشاورنّ جبانا، فإنّه يضيّق عليك
المخرج.. واعلم يا عليّ، أنّ الجبن والبخل والحرص غريزة واحدة يجمعها سوء الظنّ
بالله)[1]
ونفى الإمام الباقر الإيمان
الحقيقي الكامل عن الجبان؛ فقال: (لا يؤمن رجل فيه الشحّ والحسد والجبن، ولا يكون
المؤمن جبانا ولا حريصا ولا شحيحا)[3]
وانطلاقا من هذه النصوص يمكن
تفسير كل ما حصل من تخلف عن الإمام الحسين ، ونقض للعهود المرتبطة به وبأبيه وأخيه
، بهذه الخصلة الذميمة، التي جعلت كبار القوم يتركون حفيد رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) ويقبلون ببيعة يزيد خوفا وجبنا وحرصا على
الحياة.
رابعا ـ العزة والأنفة:
وهي من الصفات التي وصف الله
بها عباده المؤمنين الممثلين للدين الحقيقي، والذين يستبدل الله بهم المغيرين
والمبدلين، فقال: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ
عَنْ