نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 188
الحاجة، ويحفظون الغريب)
ثم سأله عن سيرته في جلسائه (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)، فأجابه بقوله: (كان دائم البشر، سهل الخلق،
ليّن الجانب، ليس بفظّ ولا غليظ، ولا صخّاب ولا فحّاش، ولا عيّاب ولا مدّاح،
يتغافل عما لا يشتهي، فلا يؤيس منه راجيه، ولا يخيّب فيه مؤمّليه. قد ترك نفسه من
ثلاث: من المراء، والإكثار، وما لا يعنيه. وترك الناس من ثلاث: كان لا يذم أحدا
ولا يعيّره، ولا يطلب عثراته ولا عورته، ولا يتكلم إلا فيما رجا ثوابه. إذا تكلم
أطرق جلساؤه كأنما على رؤوسهم الطّير، فإذا سكت تكلموا، ولا يتنازعون عنده
الحديث، من تكلم أنصتوا له حتى يفرغ، حديثهم عنده حديث أولهم، يضحك مما يضحكون
منه، ويتعجب مما يتعجبون منه. ويصبر للغريب على الجفوة في مسألته ومنطقه، حتى أن
كان أصحابه ليستجلبونهم، وكان يقول: إذا رأيتم طالب الحاجة يطلبها فأرفدوه، وكان
لا يقبل الثناء إلا من مكافئ، ولا يقطع على أحد كلامه حتى يجوز، فيقطعه بنهي أو
قيام)
ثم سأله عن سكوته (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)، فأجابه بقوله: (كان سكوت رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) على أربع: على الحلم، والحذر، والتقدير،
والتفكر. فأما التقدير ففي تسوية النظر، والاستماع بين الناس. وأما تفكره ففيما
يبقى أو يفنى. وجمع له الحلم في الصبر، فكان لا يغضبه شيء ولا يستفزّه. وجمع له
الحذر في أربع: أخذه بالحسن ليقتدى به. وتركه القبيح لينتهى عنه. واجتهاده الرأي
في صلاح أمته. والقيام فيما جمع لهم خير الدنيا والآخرة) [1]
فهذا الحديث العظيم الذي حفظه
لنا الإمام الحسين موسوعة كاملة في الأخلاق وشمائل النبوة، وهو كاف وحده ليؤسس
للقيم الأخلاقية التي جاء بها الإسلام، ومثلها رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) وأهل بيته خير تمثيل.