نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 164
شيء، ولذلك جعل الله صوته
وحركته وكل مواقفه ثروة كبيرة تستمد منها كل الأجيال، وتنتفض بها كل الشعوب، وما
كان ذلك ليحصل لو أنه راح يتخلى عن رسالته ومهمته التي وكلت إليه، والتي لم يفهمها
من لم يقدروا الإمامة حق قدرها.
2 ـ التفويض والتوكل:
وهي من الصفات العظيمة التي وصف
الله بها أنبياءه ورسله وأتباعهم من ورثتهم، ليستعينوا بها على مواجهة الملأ
والمستبدين والمستكبرين الذين استعملوا كل وسائل العنف، ليجبروهم على ترك دينهم.
فالله تعالى يخبر أن موسى قال
لقومه ناصحا: ﴿ وَقَالَ مُوسَى يَاقَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِالله
فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ (84) فَقَالُوا عَلَى الله
تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (85)
وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴾ [يونس: 84 - 86]
وأخبر عن نوح أنه أجاب قومه
الذين بالغوا في إيذائه ومحاربته بقوله: ﴿يَاقَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ
عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ الله فَعَلَى الله تَوَكَّلْتُ
فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ
غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنْظِرُونِ (71) فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا
سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الله وَأُمِرْتُ أَنْ
أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ [يونس: 71، 72]
وكل هذه الكلمات الممتلئة
بالتوكل على الله وتفويض الأمر إليه، نجدها متحققة بصورة جلية واقعية في حياة
الإمام الحسين ، فقد كان قرآنها الناطق، وكان وارث جميع
نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 164