نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 118
القرآن
الكريم، وأنه أول مصاديقها، ولا يجادل في ذلك إلا من أشرب الهوى الأموي، وتأثر
بتلك التحريفات التي أدخلوها، فتصور أن خروج الإمام
الحسين لم يكن خروجا شرعيا.
أما
غيرهم من المصدقين بتلك المناقب العظيمة التي وصف بها رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) الإمام
الحسين ؛ فإنه يرى أن تلك المناقب لم تعط له بالمجان،
وإنما شُهد له بها بسبب تطبيقه الدقيق لما كُلف به من وظائف.
من
الأمثلة على الآيات الكريمة التي لا يمكن أن يجادل مؤمن في انطباقها على الإمام
الحسين : الآيات التي تدعو إلى الأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر، وفضل القائمين على ذلك، كقوله تعالى: ﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ
أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ
عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [آل عمران: 104]، فالإمام
الحسين من أوائل مصاديقها.
وقد
جاء التحذير بعدها عن التفرق والاختلاف، ليدعو الأمة للوقوف مع من يدعو إلى الخير،
وفي وجه من يخالفه بالدعوة للمنكر، قال تعالى: ﴿ وَلَا تَكُونُوا
كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ
وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [آل عمران: 105]
والبينات
التي تشير إليها الآية الكريمة يمكن تطبيقها على تلك الوصايا النبوية في حق الإمام
الحسين وأئمة أهل البيت ،
ذلك أنها من المتفق عليه عند المسلمين جميعا، ومن المتفق عليه عندهم أيضا أن رسول
الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) لا ينطق عن الهوى، وإنما
قالها تنبيها لما سيحصل في المستقبل.
ومثل
ذلك الآيات التي تأمر بالجهاد وترغّب المؤمنين فيه، مثل قوله تعالى:
﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ الله
وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ
مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ﴾ [الأنفال: 74]، فالإمام
الحسين قام بكل هذه الأمور أحسن قيام، ولا يجادل في ذلك
أحد، فقد آمن وهاجر وجاهد في سبيل الله حتى مات شهيدا، مقدما أغلى التضحيات.
نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 118