نام کتاب : سورية والحرب الكونية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 29
الخارجي، والتحول إلى معارضة وطنية داخلية، لا تستمد
شرعيتها إلا من شعبها.
بل إنه فوق ذلك،
وفي ظل المحن الكثيرة التي مر بها، أجرى مجموعة انتخابات برلمانية ورئاسية، وطالب
الهيئات الدولية بالحضور والمراقبة، وطالب المعارضة بالمشاركة مع أن أي دولة في ظل
هذه الظروف تحكّم قوانين الطوارئ المشددة، ولا تدع شعبها يقوم بأي حركة، لأن الأمن
القومي أهم من الحرية، ومن كل شيء.
وفوق ذلك كان
يدعو المتظاهرين إلى إجراء انتخابات حرة ونزيهة، وتحت إشراف دولي، يضعون فيها
أسماءهم، ويضع فيها الرئيس السوري اسمه، ويُترك الخيار بعدها للشعب، لكن المعارضة
كانت ترفض ذلك، بل كان رؤساء فرنسا وأمريكا وإسرائيل وأذنابهم من ملوك العرب،
يرفضون ذلك، ويطلبون من الرئيس التنحي، وأن يخرج من اللعبة، وكأنهم يصادرون بذلك
حرية الشعب السوري في اختيار من يشاء.
وفوق ذلك كله،
فإن النظام السوري كان يدعو المغرر بهم من الذين حملوا السلاح، بأن يضعوا أسلحتهم،
ويلتحقوا بشعبهم، وحياتهم العادية، من غير أن يحصل لهم شيء، أو يعاقبوا بأي عقوبة.
وهذا كله أعطى
مصداقية لهذا النظام، لأن الحق أكبر من أن يقهره الباطل، والحجة أكبر من أن تردها
الأوهام.
ثانيا ـ قوة
الرجال الذين بني عليهم: فقوة الدولة بقوة رجالها ومؤسساتها، وقد عرف النظام
السوري، ومنذ فترة طويلة كيف يختار رجاله الأكفاء في كل مؤسسة من المؤسسات، ولهذا
لم نر انشقاقات مثل التي حصلت في لبيبا، فكل السفارات بقيت سورية الولاء، ومندوب
الأمم المتحدة، كان هو البطل الذي استطع أن يقهر كل قوى العدوان على بلاده.. ووزير
الخارجية كان أسدا في كل المحافل الدولية.
وهكذا استمرت
الدولة على الرغم من الحصار الشديد، والحرب القاسية، والتشويه
نام کتاب : سورية والحرب الكونية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 29