نام کتاب : سورية والحرب الكونية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 219
الشهيرة في تفسير الاستعمار، والقابلية له دعوة
للتحصين حتى لا يعود الاستعمار بأي حلة.
لكن مقولته تلك
التي تكرر كل حين لم تفعّل في الواقع، بل تجاهلها الكثير، وكان عليهم أن يفعّلوها
في كل ما حصل لهم.. كان عليهم أن يفسروا لأنفسهم سر فشلهم في كل المشاريع التي
دخلوا فيها بكونهم أصحاب قابلية للفشل، مثلما فعل مالك بن نبي عندما برر الاستعمار
بتخلف الشعوب، لا بقهر المستعمر وظلمه.
لكن الحركة
الإسلامية كانت ولا تزال تفسر فشلها كل حين بمخططات أعدائها، وتنسى أنها بغبائها
كانت تُخدع كل حين، وتُستفز كل حين، وتخطئ حساباتها كل حين.. ولو كان لها ذكاء
كاف، واستشراف مستقبلي متين، وتفكير استراتيجي مبني على الواقع الحقيقي لا الواقع
المثالي، لما وقعت في تلك الأخطاء المميتة.
وهكذا هُجر مالك
بن نبي في كل ما دعا إليه.. ولم يبق منه إلا صورة ملمعة، وكتب موضوعة في خزائن
المكتبات للزينة.. أما العقول، فقد سُلمت لأولئك الصبية الذين لا يرقبون في
المؤمنين إلا ولا ذمة، أو أولئك المتاجرين من عبيد الملوك والسلاطين..
ولهذا، فإن أول
اختبار يُختبر به من يزعم لنفسه الاهتمام بمالك بن نبي والتأثر بأفكاره هو موقفه
مما يقع في الواقع نتيجة التهور الحركي.. وهل يتناسب حقيقة مع تلك الأطروحات
الحضارية السلمية التي كان ينادي بها مالك بن نبي؟
وهل التغيير
الذي دعا إليه هو تلك الأصوات المشحونة بالحقد والعداوة، أو تلك الأسلحة المستوردة
من أمريكا وفرنسا وبريطانيا، أو ذلك الصراخ في وجه كل من يدعو إلى الحكمة والتعقل،
أو تلك الدعوات للفتنة الطائفية، وتخدير العقول بسببها؟
أقول للذين
يكذبون على أنفسهم بدعواهم الانتساب لهذا المفكر الأصيل: لا تكذبوا على أنفسكم،
فأنتم أعداؤه لا تلاميذه.. وأساتذتكم الحقيقيين هم أسامة بن لادن وأيمن الظواهري
وأبو بكر البغدادي والقرضاوي والعريفي وغنيم.. وغيرهم من الصعالك الذين
نام کتاب : سورية والحرب الكونية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 219