نام کتاب : سورية والحرب الكونية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 194
للجهاد
إلى سورية، بسبب كون النظام السوري ـ كما يذكر ـ (مجرم وكافر، خرج من الإسلام
بمكفرات)
بل إنه راح
يستعرض عضلاته بين أعضاء المؤتمر، فذكر أن لرابطة علماء أهل السنة التي يتولى
نيابة رئاستها قصب السبق في تشكيل كتائب للجهاد على أرض سوريا، داعيًا جموع
المسلمين لتشكيل هيئات لدعم سوريا بالسلاح والرصاص والمال قائلا: (نحن لسنا أقل من
الرافضة أو المنظمة الإرهابية المسماة بـ [حزب الله] والمرتزقة الذين يحتلون أرض
سوريا الآن)
وعندما فطن
الشعب والجيش المصري لخطورة المشاريع التي يخطط لها الإسلاميون، وراحوا يطالبونهم
بالخروج من الحكم، استدعي هذا البطل ليؤدي دوره التهديدي للشعب المصري، بعد أن
أداه مع الشعب السوري، وقد قال حينها كلمته المشهورة: (اللي يرش مرسي بالمية نرشه
بالدم)
والعجب أن
الحركيين والسلفيين فرحوا بكلمته هذه مع أن الله تعالى يعلمنا في فنون الحوار مع
المخالفين أن نتأدب وندقق في الكلمات التي نستعملها، قال تعالى:﴿ وَإِنْ
كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا
أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ (يونس:41)
بل إن الله
تعالى علمنا من الآداب ما يفوق ذلك بكثير، حيث قال مخاطبا رسوله a: ﴿ قُلْ لا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا
وَلَا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ
يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ ﴾
(سبأ:25-26)، فالله تعالى أضاف الإجرام إلى المؤمنين، ولم يذكره في حق غيرهم، بل
ذكر بلفظ العمل احتراما للطرف الآخر، حتى لا يمنعه نسبة الإجرام إليه من النظر في
الحق والبحث عنه.
لكن هؤلاء الذين
توهموا أنفسهم يمثلون الدين، ويمثلون الكتاب والسنة، وهم أبعد الناس عن هذه
الأخلاق.. ولهذا كرهتهم الشعوب.. بل كان منها من تبرأ من الدين نفسه
نام کتاب : سورية والحرب الكونية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 194