ولهذا نرى أمثال
هذا الموقف مودعا في كتب التوحيد والعقائد، فقد قال أبو جعفر الطحاوي في العقيدة
المعروفة التي يتبناها السلفيون والكثير من الحركيين: (ولا نرى الخروج على أئمتنا
وولاة أمرنا وإن جاروا ولا ندعوا عليهم ولا ننزع يدا من طاعتهم ونرى طاعتهم من
طاعة الله مالم يأمرونا بمعصية وندعوا لهم بالصلاح والعافية)
وهذا ما قرره
الحافظ أبو بكر الإسماعيلي في كتابه في عقيدة أهل الحديث، حيث قال: (ويرون الدعاء
لهم بالإصلاح والعطف إلى العدل، ولا يرون الخروج بالسيف عليهم ولا قتال الفتنة،
ويرون قتال الفئة الباغية مع الإمام العدل، إذا كان وجد على شرطهم في ذلك)[2]
وهو ما قرره أبو
عثمان الصابوني في عقيدة السلف أصحاب الحديث، حيث قال: (ويرون الدعاء لهم بالإصلاح
والتوفيق والصلاح وبسط العدل في الرعية، ولا يرون الخروج عليهم بالسيف وإن رأوا
منهم العدول عن العدل إلى الجور والحيف، ويرون قتال الفئة الباغية حتى ترجع إلى
طاعة الإمام العدل)[3]
وهو نفس ما أقره
البر بهاري في قوله: (وإذا رأيت الرجل يدعو على السلطان فاعلم أنه صاحب بدعة وهوى
وإذا سمعت الرجل يدعوا للسلطان بالصلاح فاعلم أنه صاحب سنة)[4]
أما شراح
الحديث، فكلهم يقرر ذلك، ويمكن الرجوع لكتب الشروح، وفي