من
الأسباب الكبرى التي جعلت قادة الثورة الإسلامية يولون أهمية كبرى للتربية
والتعليم هو كونه المؤسسة التي يمكنها أن تؤدي أدورها في تشكيل الشخصية التي
تتناسب مع نظام ولاية الفقيه، ذلك أنه لا يمكن تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية
بصورتها المثالية إلا بعد توفر القابلية لذلك، وهي تستدعي القناعة بالإسلام،
وبالقيم التي جاء بها ومحاولة تنفيذها في الحياة.
وقد
ظهر في هذا المجال ما يطلق عليه في إيران [وثيقة التحوّل البنيوي]، وهي الوثيقة
التي ترسم سياسة الدولة، وتضع الخطط الاستراتيجية لها في المجال التربوي، وقد تحدث
عنها الخامنئي كثيرا في خطبه ونوه بها، ودعا إلى تفعيلها في الواقع، فقال: (لقد
كنت دائماً أكرّر في لقاءاتي مع المعلّمين والمسؤولين الثقافيين، والمجلس الأعلى
للثورة الثقافية وغيرهم هذا الأمر، ولحسن الحظ، قد وصل إلى نتيجة، بحيث إنّ [وثيقة
التحوّل البنيوي] قد أعدّت وصُوّبت. فاليوم لهذه المؤسسة وثيقة مدوّنة تحدّد منهج
التحوّل البنيوي في التعليم والتربية)[1]
وهو
يذكر أن هذه الوثيقة تشبه الوصفة الطبية، وهي مع أهميتها ليست كافية، ذلك أننا (إذا
ذهبنا إلى الطبيب، وأدّينا حقّ المعاينة، والطبيب قام بالمعاينة أو التشخيص، وكتب
لنا وصفةً ووضعناها في جيبنا، ثمّ ذهبنا إلى البيت وظننّا أنّ الأمر قد انتهى، فهل
يختلف هذا الأمر عن عدم مراجعة الطبيب بشيء سوى أنّه قد أنفقنا المال وقطعنا مسافة
على الطريق، ينبغي تناول الدواء، ففي هذه الوصفة قد دُوّن اسم الدواء ومقدار ما
ينبغي تناوله منه وفي أيّ وقت، ويجب تنفيذ هذا وتطبيقه، ولو لم نفعل، فالذهاب إلى
الطبيب وأخذ الوصفة كأن لم