[كتاب
العِشرة]، فكتاب العشرة يتناول هذه الأمور. وفي القرآن الكريم نفسه توجد آياتٌ
كثيرة ناظرةٌ إلى هذه الأمور)
[1]
وهو
يستعمل الأساليب المعاصرة في شرح هذا المعنى، فيذكر أن هذا القسم يشبه قسم البرمجيّات
(software) في عالم
الكمبيوتر، أما القسم الأوّل، فيرتبط بالأجهزة والأدوات، وهو لذلك يشبه القسم الصلب
فيها (hardware)
وبناء
على هذا التشبيه المبسط والبليغ في نفس الوقت يذكر أن التحضر يقتضي كلا الركيزتين،
وإن كانت حاجته إلى الركيزة الثانية أكبر، ذلك أنه ـ كما يذكر ـ (لو أنّنا لم
نتقدّم في هذا القسم المتعلّق بمتن الحياة، فإنّ كلّ أنواع التطوّر التي حقّقناها
في القسم الأوّل لا يمكنها أن تنقذنا، ولا يمكنها أن تمنحنا الأمن والطمأنينة
النفسيّة، كما لاحظتم كيف أنّها لم تتمكّن من ذلك في الغرب. فهناك توجد الكآبة
واليأس والإحباط والدمار الداخليّ وانعدام أمن الناس في المجتمع وفي الأسرة،
واللاهدفيّة والعبثيّة بالرغم من وجود الثروة والقنبلة النوويّة والأنواع المختلفة
للتطوّر العلميّ، والقوّة العسكريّة. فأساس القضيّة هو أن نتمكّن من إصلاح الحياة
في جوهرها ومضمونها، وإصلاح هذا القسم الأساسيّ للحضارة) [2]
وهو
على عكس ما أشاد به من تطور في الأساس المادي من الحضارة في إيران، يرى أن الأساس
الثاني يحتاج إلى المزيد من الجهد، باعتباره أصعب الجوانب، وأهمها، يقول: (بالتأكيد،
لم يكن تطوّرنا في الثورة في هذا المجال تطوّراً ملحوظاً؛ فلم يكن تحرّكنا في هذا
المجال مشابهاً للتحرّك الّذي حصل في القسم الأوّل، فلم نتطوّر) [3]
ولذلك
يدعو إلى معالجة الأسباب والعقبات التي تحول دون تحقيق الجانب الثاني؛