ثم
عللت ذلك برؤيتها العلمانية التي اكتسبتها من الأنظمة التي حكمت تونس؛ فأصبحت من
حيث لا تشعر تنظّر للدول الإسلامية، وكأن تونس ووضع النساء فيها نموذج ينبغي أن
تحتذيه سائر الدول الإسلامية، تقول: (يفسر واقع المرأة في إيران بما تراه الحكومة
الإيرانية تطبيقا لقراءتها للشريعة الإسلامية القائمة على التمييز بين الرجال
والنساء، وفي حال وجدت فعاليات تركز على المرأة فإنها لن تأتي بما يخالف هذه
النظرة، لذلك فإن طرح موضوع حول مكانة المرأة العالمة لا ينتظر منه غير التأكيد
على أن تعليم المرأة لا يندرج ضمن تكوينها لتلعب أدوارا كثيرة وفعالة في بناء
الاقتصاد ولا التأثير على السياسة بل هو فقط ينير عقلها ويمنحها الثقافة التي
تلزمها عندما تصبح مسؤولة عن تربية الناشئة)
ولو
أن هذه الصحفية كلفت نفسها بالانتقال إلى الواقع الإيراني، أو بمطالعة خطب قادة
الثورة الإسلامية، لصححت نظرتها القائمة على إسقاط نموذج طالبان وغيره على النظام
الإسلامي في إيران.
ومن
الأمثلة على ذلك قول السيد الخامنئي مطالبا النساء بالتخصص في جميع فروع الطب،
وعدم الاكتفاء بأمراض النساء؛ فيقول: (وأشير هنا إلى ضرورة تخصص النساء في كافة
الفروع والتخصّصات الطبية، وعدم الاكتفاء بالطب النسائي، فما دمنا نعتقد بضرورة
وجود فاصلة في العلاقة والارتباط الاجتماعي بين المرأة والرجل، ونؤكد على رفض
الاختلاط الحر بين المرأة والرجل، ونعتقد بالحجاب بمعناه الواقعي والكامل؛ لذلك لا
يمكننا إهمال المسألة الطبية. أي أنه يلزمنا وجود نساء طبيبات بنفس النسبة
الموجودة من الأطباء الرجال، حتى تتمكن المرأة من مراجعة الطبيبة في أي اختصاص
أرادت، ولا داعي للمساس بتلك الفاصلة. بل علينا أن نرتب الأمر لتتمكن المرأة من
مراجعة الطبيبة دون أي إشكال، الطبيبة المرأة وليس الطبيب الرجل، بعض النسوة
يعتقدن أن على المرأة أن تدرس