وهكذا
نرى الخميني يقوم بنفس الدور من دعوة الشعوب الإسلامية كل حين لإصلاح حالها،
والعودة للإسلام للتخلص من كل أشكال الهيمنة الغربية، ومن خطاباته في ذلك قوله في
بعض مؤتمرات الوحدة الإسلامية: (الأمّة الإسلامية بلحاظ تعداد السكّان تمثّل
مجموعة عظيمة ـ حوالي المليار ونصف المليار نسمة هم مجموع الأمّة الإسلامية ـ وإنّ
مناطق وجود هذه المجموعة العظيمة من حيث الوضع الجغرافّي والخصائص الطبيعية
والثروات الحيوية هي من أهمّ مناطق العالم وأكثرها حساسيّة، وبالرغم من أنّه لا
ينقصها شيء على صعيد القابليّات الإنسانية والإمكانات الطبيعية فإنّ هذه الأمّة
اليوم هي مجموعة حائرة. وعلامة حيرتها هو ما تشاهدونه. إنّ المصائب الكبرى في
العالم تحدث بشكلٍ أساس في هذه الدول الإسلامية. فالفقر في هذه الأمّة والظلم
والتمييز فيما بيننا والتخلف العلميّ والتكنولوجيّ والانهزام الثقافيّ والضعف
الثقافيّ كلّه يمثّل حال الأمّة الإسلامية. والمقتدرون في هذا العالم يضيّعون حقّ
هذه الأمّة بكلّ بساطة وصراحة، ولا تستطيع هذه الأمّة الإسلامية أن تدافع عن حقّها)[2]
ويضرب
لهم المثل على ذلك بما يحصل في فلسطين، فيقول: (انظروا اليوم إلى أوضاع فلسطين،
فهي نموذج. ولا شكّ بأنها نموذج هام جداً، لكنّه لا يختصّ بفلسطين. فانظروا إلى
فلسطين، سترون أنّ الأمّة الإسلامية تعاني من جرحٍ كبير في جسدها، وهو قضيّة شعب
فلسطين العظيم وأرض فلسطين التاريخية المقدّسة. ماذا أنزلوا بهذه الأرض؟، وعلى رأس
هذا الشعب؟ وماذا يفعلون بهؤلاء الناس؟ وهل يمكن نسيان ما جرى على غزّة؟ وهل يمكن
محوه من ذاكرة الأمّة الإسلامية؟ .. لقد آلت أوضاع الأمّة الإسلامية مقابل هذه