وهو
من خلال كتبه ومواقفه يقصر أهل السنة على المدرسة السلفية، أتباع الشيخ محمد بن
عبد الوهاب، ولذلك عندما يذكر أنه لا توجد مساجد لأهل السنة في إيران، يقصد بذلك
عدم وجود مساجد للوهابية، لأنه لا يعتبر مساجد المذاهب الأربعة، ولا مساجد
الصوفية، بل يسميها مساجد شرك، كما هي عادة السلفية، حيث نراهم في كل مدينة يقيمون
مساجد خاصة بهم، ويعتبرون ما عداها مساجد مشركين.
بناء
على هذا، نحاول في هذا المطلب الرد على هذه الشبهة، وبيان المغالطات التي تحملها،
والتي يرفضها الواقع، وذلك عبر نوعين من الأدلة:
الأول:
المواقف النظرية لقادة الثورة الإسلامية من العلاقة بين السنة والشيعة، ومن الخلاف
السني الشيعي.
الثاني:
المواقف العملية من حقوق أهل السنة في إيران، والامتيازات المعطاة لهم، والشهادات
الدالة على كذب تلك الشبهات المثارة ضدهم.
وسنتناول
هذين الموقفين من خلال العنوانين التاليين:
1 ـ
الموقف النظري من الاختلاف المذهبي:
من
خلال بحثي المتأني في كتب قادة الثورة الإسلامية، وخطاباتهم، وبياناتهم، وفي أدق
التفاصيل لم أجد ولو كلمة واحدة تدل على الطائفية، ولا على كون الثورة الإسلامية
ثورة شيعية، بل نجدهم جميعا يتحدثون عن الإسلام، لا عن الطائفة، ولا عن المذهب،
ويعتبرون انتصار الثورة في إيران انتصارا للإسلام وليس انتصارا لأي جهة.
وهم
في كل محل ينبهون إلى هذا، ويعتبرون الإسلام فوق الطائفية، وفوق المذاهب، لكن
المغرضين لا ينظرون إلى هذا، وإنما ينظرون إلى بعض اقتباسات قادة الثورة الإسلامية
من كتب الشيعة، ويعتبرون ذلك طائفية ومذهبية وتحيزا.