وقارنوها
بعدد الذين يرتدون الحجاب من تلقاء أنفسهم، لخففوا من غلوائهم وتشددهم، وعلموا
أنهم يقفون في وجه شعب كامل من أجل حفنة محدودة.
ولو
أنهم أضافوا إلى تلك المقارنة زيارة الجامعات والمدارس والسينما والمسرح والمؤسسات
الرياضيةوكل المحال لوجدوا للمرأة حضورا قويا لا يضاهيه أي حضور في كل تلك الدول
التي لا هم لها إلا تشويه إيران.
2 ـ
الانحلال الأخلاقي ومواجهته:
بناء
على ما ذكرنا في الفصل الأول من أن الحكومة الإلهية تختلف في وظائفها عن الحكومة
الوضعية والعلمانية، ذلك أن هدف الأخيرة قاصر على رعاية حاجات المجتمع المادية،
وعلى توفير رغباته الدنيوية، بينما الحكومة الإلهية، والتي مثلها الرسل وخلفاؤهم؛
لا تهتم بذلك فقط، وإنما تهتم قبله وبعده ببناء المجتمع الصالح، وتوفير كل ما يخدم
هذا البناء، والوقوف في وجه كل ما يعترضه، كما قال تعالى في تعداد وظائف رسول الله
a: ﴿ هُوَ
الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ
وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ
قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾ [الجمعة: 2]
فالتزكية،
وهي ترقية الإنسان وتربيته الإيمانية والروحية والأخلاقية من مهمات رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، والتي يذكر قادة الثورة الإسلامية في
إيران أن على الولي الفقيه أن يتولاها باعتباره نائبا عن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، وعن الأئمة في هذه الوظيفة.
ومن
بين الوسائل التي تستعمل للتزكية ـ حسبما ورد في النصوص المقدسة ـ الحدود
والتعزيرات التي يستعملها الحاكم المسلم ليحفظ المجتمع من تسرب أدوات الفساد إليه،
ذلك أن فردا واحدا أو أفرادا معدودين من المنحرفين يمكنهم إذا أعطيت لهم الحرية
الكافية الخالية من أي ردع أن يفسدوا مجتمعا كاملا، ولذلك ورد في الأثر: (إن الله
يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن)