درجات
الحرية، لأنني أسعى إلى تحقيق مسألة وأبذل الغالي والرخيص من أجل تحقيقها وبالتالي
هنا القرار ملكنا والاختيار عندنا، وكذلك الجهد والمساعي الحثيثة من أجل الوصول
إلى المطلوب) [1]
ثالثا
ـ التمييز بين الالتزام والإلزام، فالالتزام حالة طوعيّة وتتجلى بشكل جماعي، (وهذا
ذروة الحرية لأنه لا أحد يُلزمني، بل أنا ألُزم نفسي بهذا الخط وهذا الخيار وهذه
الدولة. في حين حالة الإلزام هي عبارة عن فرض وقهر، وفي إيران لو لم يكن هناك حرية
لدى الناس للالتزام بخيار الدولة الإسلامية، بالتأكيد لما كان هناك من إمكانية
لاستمرار هذا النظام، يعني عندما يقرر الشعب الإيراني أن يكون حراً ومتحرراً من
الدولة الإسلامية، لن يكون هناك دولة إسلامية) [2]
ثانيا ـ المفهوم السلبي للحرية:
وهو
المفهوم الذي عبر عنه قوله تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا
مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ
الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ
ضَلَالًا مُبِينًا ﴾ [الأحزاب: 36][16]، وهي الآية التي لا تضع أي خيار أو
حرية أمام المؤمن بالله ورسوله تجاه أي تشريع أو حكم.
وعبر
عن الآثار الخطيرة لهذا النوع من الحرية قوله a: (مثل القائم على حدود الله والواقع فيها، كمثل قوم استهموا على سفينة؛ فأصاب بعضهم أعلاها وأصاب بعضهم أسلفها، فكان
الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فآذوهم فقالوا: لو أنا
خرقنا في نصيبنا خرقاً ولم نؤذ من فوقنا، فإن تركوهم هلكوا وهلك الناس جميعهم وإن