ومنهم أبوزرعة
عبيدالله بن عبدالكريم الرازي (200 – 264 هـ )، وقد وصف بأنه (كان اماماً ربانياً
متقناً حافظاً مكثراً صادقاً، قدم بغداد غير مرة، وجالس أحمد بن حنبل وذاكره وكثرت
الفوائد في مجلسها)[1]
ومن مؤلفاته
التي كانت مصادر للمحدثين منذ تأليفها إلى اليوم: فوائد الرازيين، الفوائد،
الفضائل، أعلام النبوة، أو دلائل النبوة، كتاب السير، كتاب المختصر، كتاب الزهد،
كتاب الأطعمة، كتاب الفرائض، كتاب الصوم، كتاب الآداب، كتاب الوضوء، كتاب الشفعة،
كتاب الأفراد، كتاب العلل، كتاب الجرح والتعديل، كتاب بيان خطأ البخاري في تاريخه،
التفسير، أجوبته على أسئلة البرذعي في الضعفاء، أجوبته على أسئلة البرذعي في
الثقات، كتاب أسماء الضعفاء، كتاب الصحابة، كتاب المسند.
وقد اتفق جميع
المحدثين على حفظه وإتقانه[2]، فقد روى محمد بن جعفر قال: سئل أبو زرعة عن
رجل حلف بالطلاق: أن أبا زرعة يحفظ مائتي ألف حديث، هل حنث؟ فقال: لا. ثم قال أبو
زرعة: أحفظ مائتي ألف حديث كما يحفظ الإنسان ﴿ قل هو الله أحد ﴾،
وفي المذاكرة ثلاثمائة ألف حديث.
وقال صالح بن
محمد: سمعت أبا زرعة يقول: كتبت عن رجلين مائتي ألف حديث، كتبت عن إبراهيم الفراء
مائة ألف حديث، وعن ابن أبي شيبة: عبد الله مائة ألف حديث.
ولهذا قال ابن
راهويه: (كل حديث لا يعرفه أبو زرعة فليس له أصل)، وقال عبد الله بن أحمد: (لما
قدم أبو زرعة نزل عند أبي، فكان كثير المذاكرة له، فسمعت أبي يوماً يقول: ما صليت
غير الفرض؛ استأثرت بمذاكرة أبي زرعة على نوافلي)