responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 82

مثلما سيحصل زمن الإمام المهدي، وذلك بسبب عدم توفر القابلية في تلك المجتمعات، لا في تقصير الرسول a.

وقد أشار رسول الله a إلى هذا المعنى في الحديث المعروف، الوارد في الصحاح، والذي شكا فيه رسول الله a لأم المؤمنين عائشة قومه، وأنه كان ينوي إجراء بعض التعديلات في الكعبة، لكن خشيته منهم ومن ارتدادهم، جعله يتركها، حيث قال لها a: (يا عائشة لولا أن قومك حديث عهد بجاهلية لأمرت بالبيت فهدم، فأدخلت فيه ما أخرج منه وألزقته بالأرض، وجعلت له بابين بابا شرقيا وبابا غربيا فبلغت به أساس إبراهيم)[1]

وقد علق ابن حجر على هذا الحديث بقوله: (خشي رسول الله a أن يظنوا لأجل قرب عهدهم بالإسلام أنه غير بناءها لينفرد بالفخر عليهم في ذلك، فيستفاد منه ترك المصلحة لأمن الوقوع في المفسدة، وترك إنكار المنكر خشية الوقوع في أنكر منه)[2]

ولذلك نرى أن القابلية لو توفرت كاملة في ذلك الجيل الذي عاش فيه رسول الله a لألغى الرق، وألغى معه الكثير من المظاهر السلبية التي جاء الإسلام للتنفير منها، لكن لم يتسن تنفيذها في ذلك الحين، بسبب عدم توفر القابلية الكافية.

وبناء على هذا، فإن كلام الإمام الخميني ينصب في هذا الاتجاه، ويفسر على هذا المحمل، بل قد أشار إليه رسول الله a حين تحدث عن الأنبياء، فقال: (عرضت علي الأمم، فرأيت النبي ومعه الرهيط، والنبي ومعه الرجل والرجلان، والنبي وليس معه أحد)[3]

وقد علق بعض أولئك الذين يتهمون الإمام الخميني بسبب ذلك الخطاب على هذا الحديث بقوله: (فتصور هذا النبي يأتي ومعه رهيط، تصغير لقلة عددهم، فهذا النبي لا ينقصه


[1] البخاري ح (1586)، ومسلم ح (1333)، والترمذي ح (875)، والنسائي ح (2900)، وابن ماجه ح (2955)

[2] فتح الباري (1/ 225)

[3] الجمع بين الصحيحين (2/ 54)

نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 82
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست