نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 467
والإصدارات المختلفة، وهي لا
تزال تمثل هذا المشروع، وتتصدر الدعوة إليه في العالم أجمع.
وقد قال وزير الثقافة والارشاد
الإسلامي السيد أحمد مسجد جامعي في بعض النشاطات المقامة لهذا الغرض يذكر مدى
شرعية هذه القيمة، وكونها من القيم التي تبنتها إيران طيلة تاريخها: (أعتقد أن
الحضارة الإسلامية بسبب قيامها على أساس معرفي اهتمت بشكل خاص بالحرية
والعقلانية.. وهذه الحضارة باتساع صدرها لأفكار المخالفين وآرائهم قد وفّرت الجوّ
لعرض وجهات النظر المختلفة، ونشهد في التاريخ أن سعة الصدر هذه كلّما ضاقت، قلّ
التنوع الفكري، وضاقت دائرة العقلانية أكثر، مما يؤدي إلى أفول هذه الحضارة)
ثم ذكر تطبيق إيران لهذا المشروع
في تاريخها؛ فقال: (ومن نماذج هذا الاستيعاب الحميد نستطيع أن نذكر وقفيّة (ربع
رشيدي) ووقفيّة (مدرسة خان) في شيراز.. ففي وقفيّة ربع رشيدي ينصّ الواقف على
تخصيص ميزانية لترجمة مجموعة من الكتب سنوياً إلى العربية والفارسية (اللغتين
العلميتين آنئذ)، وإرسالها إلى البلدان الأخرى، والمخاطبون في هذه الوقفية هم أهل
الصين والهند، وهما من الأقاليم الحضارية الكبرى يومذاك.. وفي وقفية مدرسة خان
بشيراز يخصص الواقف ريع الموقوفة على إرسال بعثة من أفراد هذه المدرسة إلى أرجاء
العالم ليجمعوا الكتب المختلفة في دائرة العلوم والمعارف والحكمة، أو ليستخدموها
ويضعوها تحت تصرف طلاب المدرسة، هذه الحركة توقفت برهة من الزمن، ولا عجب أن تكون
هذه الوقفة مقرونة تقريباً بعصر بدء أفول الحضارة الإسلامية، وبنموّ الحضارة
الغربية وازدهارها أيضاً)
وبناء على ذلك الاهتمام ظهرت
الكثير من الدراسات العلمية التي تحاول أن تجعل من هذه النظرية نظرية علمية تقنع
بها العالم أجمع، ومن تلك الدراسات دراسة عالم الاجتماع د. علي أصغر صباغ پور ،
والتي ذكر فيها احتياجات الحوار وضروراته على
نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 467