نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 463
عبده والآخرين، هكذا سوابق الحركات
الإسلامية في مصر)[1]
ونرى هذا البعد كذلك في الثورة الإسلامية
الإيرانية التي لم تكتف بالدعوة لإصلاح إيران، وتحويلها إلى مركز من مراكز الحضارة
الإسلامية، وإنما دعت إلى تصدير نموذجها النهضوي في العالم الإسلامي جميعا، وهو ما
كان سببا فيما حصل لها من حروب وحصار.
ذلك أن الاستكبار العالمي لا يرضى لدول
العالم الإسلامي أن تتخلى عن تبعيتها للغرب، ولا أن تتحلى بقيم الشريعة بصورتها
النقية الصافية، ولهذا كان من أكبر تهمه لإيران ما يطلق عليه [تصدير الثورة]،
والتي نرى أنها ليست تهمة مسيئة، بقدر ما هي مدح وشرف.
فمن خلال مطالعة تراث الخميني وغيره من
القادة الفكريين لإيران، نجد إيمانهم بهذا المبدأ (تصدير الثورة)، ولكن ليس كما
يفهم المغرضون، أي صورة التصدير بالسلاح وإيجاد الانقلابات العسكرية ونحوها، وإنما
يقصدون به دعوة العالم الإسلامية للخروج من الهيمنة الغربية، والتحقق بالذاتية
الإسلامية، وما تحويه من قيم.
ومن الأمثلة على ذلك قول الخميني في
خطابه لسفراء الأقطار الإسلامية بمناسبة عيد الفطر عام 1400هـ: (إننا نعتبر
الأقطار الإسلامية جميعاً جزءاً من وجودنا دون أن يعني ذلك أن تفقد وجودها
المستقل، وإنما نريد لها أن تتمتع بما تمتع به الشعب الإيراني من مزايا الخلاص من
براثن القوى الكبرى، وقطع أيديها عن منابعه الحياتية، نريد لهذه الحالة أن يتسع
مداها لتشمل كل الشعوب).
ويفسر تصدير الثورة بقوله:(إننا نعني
بتصدير الثورة أن تستيقظ كل الشعوب وكل الحكومات وتتخلل من قيود التبعية والتسلط)
ويضيف: (إننا ثرنا لنحيي الإسلام، ومن ثم
لنصدر الثورة ـ بمشيئة الله ـ إلى كل مكان،
[1] في خطبة
له قبيل صلاة الجمعة في تاريخ 4 فبراير 2011.
نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 463