responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 405

إيران .. والقيم الحضارية

لا نريد بالقيم الحضارية هنا ذلك المفهوم الخاطئ الذي يتصوره الكثير، وعلى أساسه يصورون الغرب الآن بأنه وصل إلى قمة الحضارة، حيث يجعلون من هذا المصطلح قاصرا على ذلك الرفاه المادي، أو تلك القيم الممتلئة بالأنانية، والتي تحرص على بعض القيم الإنسانية، مع التطفيف في الموازين عند التعامل معها، كما قال الله تعالى عن أهل الكتاب: {وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ} [آل عمران: 75]

فالقيم التي تحكم الغرب الآن قيم مادية، لا علاقة لها بالحضارة الحقيقية، والدليل على ذلك هو أن هذا الغرب الذي يتصور الكثيرون أنه وصل إلى نهاية التاريخ، وتحققت فيه كل المثل الإنسانية، هو نفسه الغرب الذي استعمر بلاد المستضعفين، وانتهب خيراتها قرونا طويلة، وهو نفسه الذي يحرض الآن المستضعفين بعضهم على بعض، لتبقى له السيادة والسلطة والاستكبار عليهم.. وهو نفسه الغرب الذي ينشر الإباحية والإلحاد وكل الفلسات ذات التوجهات المادية، والتي لا تعطي أي قيمة للأخلاق، ولا للقيم الرفيعة.

ولذلك، لا نريد من القيم الحضارية تلك القيم المادية التي وقع بعض الإسلاميين للأسف أسارى لها، فصاروا يقيسون نجاح أي حكومة أو دولة بمستوى رخائها الاقتصادي، وتقدمها المادي، لا بمستوى القيم الأخلاقية والحضارية الحقيقية التي تحملها.

ولهذا نراهم يشنون الحملة على إيران، ويقيسونها على مثيلاتها من الدول التي باعت ذممها، ولم تبال بالقيم الدينية ولا الأخلاقية، واكتفت ببعض الرخاء الاقتصادي، المصحوب بالتبعية للغرب والفكر الغربي.

وقد أشار إلى هذا المعنى قادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في أحاديثهم الكثيرة

نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 405
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست