نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 370
لإحيائها وتجديدها، ووضعها في
مسارها الصحيح، وبؤرة التأثير والتغيير، فأحيا بعمله الأمّة، وجدّد انبعاثها.. وهو
كتاب كتب الله له القبول بين النَّاس، وتلقَّته خيار الأُمَّة بالاعتناء
والاهتمام، وانتفعت به جيلاً بعد جيل، ومؤلّفه الإمام الغزاليُّ حُجَّة الإسلام شهد
له الأئمّة المعتبرون بذلك، وعدُّوه مجدِّد الإسلام في قرنه، وقد وصف الإمام
الذهبي مؤلِّفه في السِّيَر: (الغزالي الشيخ الإمام البحر، حُجَّة الإسلام، أعجوبة
الزمان)، ويكفي الكتاب ومؤلِّفه شهادة أنَّ كلَّ مَنْ أتى بعده، وكتب فيما كتب نسج
على منواله، واقتفى آثاره، واستفاد منه، ودونكم التاريخ يشهد بما أقول، وهو شاهد
صدق، وحكم عدل)[1]
ومن الكتب المتأثرة بالإحياء،
والتي سعت إلى تهذيبه [المحجة البيضاء] للملا محسن فيض الكاشاني (توفي
1091 هـ)، والذي اشتهر في البيئة الشيعة مثل اشتهار الإحياء في البيئة السنية،
وميزة المحجة البيضاء تطهير الإحياء من الأشياء التي انتقد فيها، كسوء فهم بعض
الصوفية للتوكل، أو الجوع الشديد ونحو ذلك.
ومن الذين كتبوا في الأخلاق من
الإيرانيين أبو علي الحسن بن الحسين السبزواري البيهقي، المعروف بالشيعي[2] (كان حيا سنة 753)،وهو كما وصفه
مترجموه: (عالم فاضل متكلم عارف واعظ)، ومن مؤلفاته في الأخلاق [مصابيح القلوب في
المواعظ والنصائح]
بالإضافة إلى ذلك كله نرى في التراث
الأخلاقي الإيراني الكثير من الكتب الروائية والتي لا يكاد يخلو منها كتاب من كتب
الحديث سواء من المصادر السنية أو الشيعية، وأشهرها في إيران، وأكثرها تداولا
كتاب: [مكارم الأخلاق ومعالم الأعلاق، الحاوي لمحاسن الأفعال والآداب، من سيرة
النبي a وآدابه وأخلاقه، وأوصافه، وسائر حالاته،
وحالات الائمة المعصومين عليهم السلام وما روت في ذلك عنه وعن أهل بيته صلوات
[1] انظر مقالا بعنوان: نظرات في كتاب
(إحياء علوم الدين) للإمام الغزالي، عمر بن عبد المجيد البيانوني.