responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 301

الحق تعالى، لكن القرآن الكريم هو عصارة الخليقة، وعصارة الأشياء التي يجب أن تتم في البعثة، فالقرآن الكريم عبارة عن مائدة أعدها الباري تبارك وتعالى للبشر بواسطة نبيه الأكرم، ليستفيد كل إنسان بمقدار استعداده)[1]

وفي هذه الكلمات أبلغ رد على أولئك الإخباريين من الشيعة الذين يحقرون القرآن الكريم، ويعتبرونه في المرتبة الثانية، والثقل الأصغر، وفيه رد كذلك على أولئك الطائفيين الذين يصورون للعامة بأن الإيرانيين لا علاقة لهم بالقرآن، ولا اهتمام لهم به.

والخميني يستعمل كل الوسائل لترغيب كل شعبه بطبقاتهم جميعا ـ المثقفين منهم والعوام ـ في الاستفادة من القرآن الكريم باعتباره كتابا للجميع، ويعطي كل شخص بحسب قابليته، فيقول: (هذا الكتاب وهذه المائدة الممتدة في الشرق والغرب، ومنذ زمان الوحي وحتى يوم القيامة، هو كتاب يستفيد منه كل الناس الجاهل والعالم والفيلسوف والعارف والفقيه، والكل يستفيدون منه)[2]

ثم يفصل ـ بتحليل عرفاني جميل ـ كيفية حصول ذلك؛ فيقول: (أي أنه في الوقت الذي هو كتاب نازل من مرتبة الغيب إلى مرتبة الشهود، ومنبسط عندنا نحن الموجودون في عالم الطبيعة، في نفس الوقت الذي هو فيه منزل من ذلك المقام، ووصل إلى الموضع الذي يمكننا الاستفادة منه، وإنه في الوقت الذي يحتوي على مسائل يستفيد منها جميع الناس الجاهل والعارف والعالم وغير العالم، فإنه يحتوي على مسائل تختص بالعلماء الكبار والفلاسفة العظام، والعرفاء الكبار، والأنبياء والأولياء، إذ أن بعض مسائله لا يتمكن من دركها سوى أولياء الله تبارك وتعالى، إلا من خلال التفسير الوارد عنهم ويستفيد منه الناس بمقدار استعداداتهم، وثمة مسائل يستفيد منها الفلاسفة والحكماء الإسلاميين ومسائل


[1] منهجية الثورة الإسلامية ص91..

[2] المرجع السابق.

نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 301
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست