نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 299
من دونهما، وعلى
هذا فكلّ الذين ينصاعون للنظم والقوانين والأوامر الصادرة من أية قدرة غير الله
تعالى، هم عباد تلك الأنظمة والموجدون لها، ولو أنّه ترك بعضاً من شريعة الله،
وعمل ببعض آخر. وأما من لا يعمل البتة بقانون الله سبحانه، فإنّه سيكون كافراً
متجاهلاً الحقيقة الواضحة والساطعة لوجود الله، منكراً إياها اعتقاداً أو عملاً) [1]
وبهذا فإن
الصلاة عند القادة الروحيين للجمهورية الإسلامية الإيرانية ليست مجرد شعيرة تؤدى،
وإنما هي منهج حياة، يحمل كل التصورات التي يقوم عليها الإسلام، بجوانبه الروحية
والاجتماعية والسياسية والأخلاقية وغيرها.
2 ـ الاهتمام بقراءة القرآن
الكريم وتدبره:
سبق وأن ذكرنا في الفصل الأول من
هذا الكتاب مدى اهتمام الإيرانيين بالقرآن الكريم قراءة وتفسيرا، وكيف أن معظم
الثروة التفسيرية بأنواعها المختلفة تدين لها، ولعلمائها في القديم والحديث.
وذكرنا تفاهة تلك الشبهات التي
يرميها المغرضون، والتي تجعل للإيرانيين قرآنا غير قرآن المسلمين، ومصاحف غير
مصاحفهم، وقلنا: إن كل ذلك زور وبهتان، لا يدل عليه الواقع، ولا التاريخ.
وسنذكر هنا ـ باختصار شديد ـ مدى
سمو التعامل الذي يبديه المشروع الحضاري الجديد لإيران للقرآن الكريم، ولا نبالغ
إن قلنا: إن هذا المشروع هو مشروع قرآني بالدرجة الأولى، ذلك أنه يستمد فلسفته
النظرية وتطبيقاته العملية من القرآن الكريم، وهو يعتبر الأحاديث النبوية الشريفة،
والروايات الواردة عن الأئمة تفسيرا وبيانا وتأكيدا للمعاني القرآنية، ولا يعارضه
بها، مثلما تفعل بعض المدارس السنية والشيعية الإخبارية التي تؤخر